ويبدو أن المهرجان أصبح المتنفس السينمائي الوحيد حتى الآن لربط الجمهور السينمائي السوري بالسينما العالمية الجديدة, فعلى الرغم من التسهيلات التي منحت للعاملين في توزيع وعرض الأفلام, لا يزال الموزعون السينمائيون التقليديون متقاعسين عن استيراد الأفلام الجديدة ولاسيما ذات الشهرة العالمية, مع أن الجهات المعنية استجابت لجميع الاقتراحات التي طالبوا بها, ابتداء من إلغاء حصر استيراد الأفلام بمؤسسة السينما ومروراً بإعفاء الصالات المحدثة والمجددة من الضرائب وإعفاء استيراد الأجهزة اللازمة للعرض السينمائي من كافة الرسوم, وآخرها تخفيض ضريبة استيراد الأفلام إلى مبلغ يكاد أن يكون رمزياً.
وما يحز في نفوس عشاق السينما أن بعض أصحاب الصالات ومنها صالات عريقة ومعلم من معالم مدينة دمشق حصلت على موافقات لهدمها وبناء مجمعات تجارية في مكانها وتخصيص صالة صغيرة فيها للعرض السينمائي, وكنا حتى فترة قريبة نباهي بأننا نملك أكبر صالات للعرض السينمائي في الوطن العربي, بل ومنها ما يصلح ليكون داراً للأوبرا بمظهرها الخارجي وتكوينها الداخلي كالزهراء ودمشق وحتى السفراء التي تمتلك وزارة المالية أكثر من نصفها, وكم دعونا إلى الإبقاء على هذه الصالات العريقة ولكن يبدو أن المنطق التجاري طغى على منطق الثقافة.
إننا نتمنى على الجهات المعنية ولا سيما محافظة دمشق ووزارة الثقافة دراسة واقع الصالات برؤية مستقبلية واقعية وبما يحقق متطلبات المشهد الثقافي والسينمائي, والإبقاء على المظهر الجمالي لهذه الأبنية.