تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبعد من عالم افتراضي

معا على الطريق
الجمعة26-7-2019
ديب علي حسن

من طرائف العالم الأزرق أنه يسألك حين ترسل طلب صداقة لأحد ما: هل تعرف هذا الشخص؟ إن لم تكن تعرفه فربما لا يمكن إرسال طلبك سيعمد البرنامج المحدد إلى وقف الطلب،

ترى هل سألنا أنفسنا: لماذا هذا السؤال؟ وهل من الضرورة بمكان أن يطرح علينا، هل يجب أن أعرف فلاناً حتى أرسل له طلب صداقة، بصيغة أخرى: لو كنت أعرفه ما الحاجة إلى التواصل معه هنا؟ لماذا عليَّ أن أعرفه؟.‏

أليس البحث عن جواب من الضرورة بمكان؟ ربما نحن السوريين أكثر من قدم إجابات على هذا السؤال من حيث ندري، أو لا ندري، نعم، إجابات لا بد أنها تدخل افتراضياً أيضاً بعوالم هذا المجتمع الأزرق الملبد بكل شيء، من العواصف إلى المطر والبرد، والصدق والكذب وما في ذلك، صورة لكل شيء تراها في عوالمنا هذه.‏

يرسل إليك أحد ما طلب صداقة، سترى أنه يحمل لقب دكتور في التاريخ والجغرافيا والرياضيات، وهو العالم الذي لا يشق له غبار، طوفان مما يقدمه من معلومات، لا تعرف إن كانت صحيحة أم لا، آخر يكتب: شاعر الجوز والبرتقال وحورة الوادي، وأخرى: فلة، ياسمينة، غزالة، لبوة، شاعرة، دكتورة إلخ...‏

ولا دليل على صدق ما يقولونه،، يدونونه، يقدمون أنفسهم به، إن قلت: نعم أعرفه، فبالتأكيد أنت المسؤول عن خيارك والمعني بالمعطيات التي قدمها لك: بصيغة أخرى غباؤك هو المسؤول عما يلحق بك ذات يوم من نصب وتهكير واحتيال، لأنك أنت أعطيت رسالة الأمان للبرنامج، لصاحب الطلب، لمن شئت، وعليك ألا تعاتب أو تلوم أحداً ما إذا ما كان ثمة ما لا تريده..‏

في عوالمنا هذه تصل نسبة الكذب فيها ربما إلى أكثر من 90 بالمئة ممن نعرفهم ولا نعرفهم، وبكل جرأة وصلف وكذب يقدمون بيانات تعرف أنها غير حقيقية، رجل بالكاد يحمل شهادة محو الأمية، بعد شهر من (الفسبكة) يلقب بالدكتور، وجميلات الفوتوشوب لهن الحظ الأوفر في ذلك، تصميم شهادات دكتوراه لهن، كتابة معلقات، قراءات في إبداعهن، وقس على ذلك الكثير الكثير، حتى يمكنك القول بكل ثقة إن العالم الحقيقي لنا لم يعد موجوداً، أصابنا الأزرق بالفصام، وصدق الكثيرون أنهم فعلاً (كنوز الزمن) ولم يقدرهم أحد ما حق قدرهم، والكارثة ما ينتج عن ذلك من أمراض نفسية وعقد لا يمكن حلها بين ليلة وضحاها، ناهيك عن الأمراض الأخرى التي ترسخت وغدت كوارث في الأزرق والواقع، لعل أولها (غريزة القطيع بالنسخ واللصق، بالإشاعات، بكل ما يخطر ببالك من الأمراض الزرقاء التي لنا عودة إليها..).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 783
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 838
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 854
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 722
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 810
القراءات: 777
القراءات: 801
القراءات: 721
القراءات: 767

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية