فالكل يعرف ما آلت إليه، وليست امبرطورية بلاد الضباب ببعيدة عنا، فهي ما زالت ماثلة أمام قراء التاريخ، انتهى جنونها بعد أن بذرت الشر في كل مكان من العالم، وجاءت الولايات المتحدة الأميركية لترثها في كل ذلك.
ولكن اللافت على الرغم من كل التقدم في العلوم التقنية وصناعة الشعارات المزيفة أن ورثة هذه الامبرطورية -أعني بهم الأميركيين- لم يتعظوا، وما زال جنون القوة بل هوسها، يسيطر عليهم، لم ينتفعوا بأي درس من التاريخ لا القريب ولا البعيد، ولهذا تراهم كل ساعة بلسان جديد، وتهريفات لا أحد يعرف كيف وأين تصرف، من قال للأميركيين مثلاً: إن السوريين ينتظرونهم حتى يمنوا علينا بالخروج من بلادنا وأرضنا، وهل كنا ننتظر فرنسا حين احتلت أرضنا، هل كنا ننتظرها أن تخرج طوعا؟
وهل انتظرنا بلاد العم سام وبيعها الوهم للعالم أنها تحارب الإرهاب وتعمل على تخليص العالم منه، ومن خطر داعش، ماذا لو صدقناها، وصدقنا تحالفهم المزعوم الذي دمر البنية التحتية في الرقة والكثير من المناطق السورية، كل ذلك دعماً للإرهاب الذي يدعون أنهم يحاربونه..
سيخرج الغزاة صاغرين وبقوة الفعل النضالي والكفاح الذي يخوضه السوريون، لن يبقى محتل على أرضنا من الجولان إلى كل بقعة من أقصى الشرق إلى الغرب، ولن نستجدي أحداً، ومن خبر البذل والعطاء لا يقف عند تفاصيل جنون الحمقى.