لقد أظهرت البرازيل الكثير من اهتمامها بالمنطقة وما يجري فيها.. الاتفاق التركي- الايراني - البرازيلي حول تبادل اليورانيوم المخصب احدى صور هذا الاهتمام.
طموح البرازيل كبير، وامكاناتها مرتفعة بما يخولها للعب دور حقيقي في أكثر من موقع في العالم وهي صاحبة الدعوة لعقد القمة العربية الاميركية الجنوبية، اطلقتها في عام 2003 وحققتها على أراضيها عام 2005 ثم عقدت مرة ثانية مع القمة العربية في الدوحة عام 2009.
في قمة البرازيل المشتركة لم يكن التمثيل العربي على ذاك المستوى وقد تحسن في قمة الدوحة نظراً لأنه ترافق مع انعقاد القمة العربية الحادية والعشرين هناك .
ورغم هذا التحسن، لم تستطع القمة المشتركة أن تستوعب كامل الامكانات المطروحة لاسيما بعد التغيرات التي حصلت في كلتا المنطقتين الأميركية الجنوبية والعربية لكنها على الأقل حققت دورية انعقاد.
لقد خص السيد الرئيس بشار الأسد البرازيل بالجزء الأطول من جولته التاريخية ينتقل فيها بين ثلاثة مدن «برازيليا العاصمة- ساو باولو- وريودي جانيرو» بما يؤكد تقديراً سورياً كبيراً لخصوصية البرازيل المتميزة بامكاناتها وحجمها وأهمية انطلاقتها الجديدة- دون شك- مع الرئيس لولا دا سيلفا .
البرازيل وأميركا الجنوبية عموماً.. سعت إلينا ولم يكن لها أن ترى مصالحها في منطقتنا- حيث لا شك أن ذلك سبب تحركها الأول - لو لم تكن لنا مصالح عندها يجب أن نسعى اليها.. مصالح متنوعة، سياسية أولاً واقتصادية وثقافية وغيرها.
زيارة الرئيس بشار الأسد الى البرازيل ستبقى المسعى الأهم من الجانب العربي لمبادلة البرازيل الاهتمام والبحث عن المصالح المشتركة، وفتح الأبواب لها لإطلاقها.
تملك البرازيل والرئيس دا سيلفا وأميركا الجنوبية عموماً الكثير مما يلبي طموح الرئيس بشار الأسد في تحقيق السلام والأمن والاستقرار في منطقتنا «الشرق الأوسط» كما ستجد البرازيل في قدوم الرئيس الأسد إليها مبادرة اهتمام كبيرة فيها الكثير من الاستجابة لما أظهرته من توجه لمنطقتنا.
أميركا الجنوبية ... أفق جديد لشراكات جديدة، نحتاجها .. بل يحتاجها العالم.
إن كل مشاريع السلام وادارة الخلافات وحل المشكلات في العالم، مرتبكة تكاد تعلن فشلها ليعلو على حسابها صوت الحروب والصراعات المسلحة.
وسورية المنطلقة للحوار والتعاون والعمل المشترك، تشكل شريكاً متميزاً لعلاقات ثنائية مع البرازيل وأخرى جماعية عبر المشروع المشترك العربي الأميركي الجنوبي.. علاقات سياسية واقتصادية كما تحدث الرئيس الأسد.
a-abboud@scs-net.org