| أنا مسؤول... أبجــــد هـــوز أنا شخصيا لا أعرف كيف تم تعييني, حكما ليس بسبب كفاءتي, فهذا الأمر ليس معمولا به إذا لم نقل ليس مسموحا به, ربما اتصل أبو فلان بلجنة البناية وقال لهم نريد فلانا لهذا الموقع, ربما لم يجدوا أحداً غيري يوقع دون أن يرى ماذا يوقع, طبعا لم أوافق على فتح أبوابي لتقبل التهاني, لأعطي الانطباع بأني بدأت بالعمل فوراً وليس لدي وقت للاستقبالات. اشتريت «كرافيت» أعرض من صدري بقليل وعدة بدلات تليق بالموقع, صرت أوقف السيارة في حلق المدخل, ليقولوا هذه سيارة المعلم, وقلت لابني: عليك أن تخرج في السيارة يومياً وتشفِّط في الشوارع وتثير الذعر بين الناس, هل أولاد المسؤولين الآخرين أفضل منك؟ فشروا. قال لي الولد: يا أبي هم يخربون سياراتهم ويحرقونها فهي للدولة, ونحن نقسطها من خبزنا. قلت: شفَّط بهدوء وأثر الذعر بالسرعة. صرت أعرِّض صوتي وأخشِّنه حين أحكي وحين أرد على الهاتف, صار صوتي مثل صوت الضبع, وخاصة حين أقول: إي, وإذا قال لي أحدهم مرحبا أقول له: (قديش بيطلعلنا عليها؟) حتى حين اتصلت بي جوزتي ورددت بهذه الخشونة, قالت أنا جوزتك ولست مواطنا عادياً. قلت لها: كل المواطنين عندي سواء, أي لا شيء. بعد عدة اتصالات من رئيس لجنة البناية حتى وافقت له على مقابلتي لأوقع له على محضر مصروفات البناية, مع أن بابه مقابل بابي, وكنت قبلها أتصل به لنشرب فنجان قهوة مُرَّة, لكن الآن وضع آخر, قال لي: كلما أتصل بك تعتذر وتقول لديك اجتماع، مع من لديك اجتماع وأنا رئيس اللجنة؟ قلت له (شرِّف اقعود محلي). تصوروا إذا استطاع المواطن أن يلتقي المسؤول بيسر ويحل مشكلته ويملك مثله..! هيبة المسؤول تنبع من الرهبة والفارق في المكانة والملك, وهنا يصبح لقاء المسؤول هو المكسب وليس حل المشكلة. همي الوحيد الآن هو أن أربط خطوطا مع أبي فلان وأبي فلان الآخر, لعل أبي فلان الذي عينني طار, لكن أنا في حيرة, فماذا لو اختلف أبو فلان الأول مع الثاني؟ ألا أذهب فرق عملة؟ أنتم لا تدركون حجم المسؤولية وتظنون أن المسؤول مرتاح, صدقوني إن القلق الذي يعيشه أكبر من كل الأموال التي يجنيها بعرقه وكفاحه من أجل البقاء, 80% من المسؤولين الذين أقيلوا أصيبوا بجلطات لأنهم أقيلوا قبل أن يكملوا خططهم الطموحة في البناء, أليس هذا من حجم المسؤولية؟ إياكم أن تحسدوا المسؤول, صدقوني كل سيارات وفلل الدنيا وأرصدتها ومزارعها لا تعادل لحظة قلق, لكم الرحمة ولهم من بعدكم طول البقاء.
|
|