هذا هو مآل آلاف الكتب والمقالات التي أصدرتها وزارة الثقافة منذ نشأتها أواسط الخمسينيات وحتى الآن..كتب ودوريات كتبها وترجمها وأشرف على إصدارها العديد من المثقفين السوريين والعرب تشكل –فيما اعتقد- من أهم ما كتب وصدر في الوطن العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
فلماذا لا نفكر برقمنة هذه الذاكرة لتشكل محتوى ثقافيا مفتوحا للقراء عبر الإنترنت، ففي زمن الشبكة العنكبوتية أصبح من السهل أن تصل إلى مليون قارئ خلال بضعة أسابيع، ولما كان هدف وزارة الثقافة نشر المعرفة دون النظر إلى المردود المادي فإنه من المنطقي أن تكون إصداراتها متاحة مجانا للقارئ، خاصة وأنها حتى لو تم بيعها فهي بأسعارها البسيطة قريبة من المجان كثيرا.
شبكة الأنترنت هي عامل التوصيل الأسرع للمنتج الثقافي والقادر على تحقيق أهداف وزارة الثقافة بأرخص الأثمان.
أقول هذا لأن الإبداعات السورية على الشبكة حاليا محدودة جدا وهي لكتاب شباب بمقابل آلاف الأسماء من هنا وهناك، ولا تحمل زخم الأهمية والنوعية التي لدى كتابات كانت تتبنى نشرها وزارة الثقافة وخاصة منذ بداية ستينيات القرن الماضي.
وبما ان ورثة أولئك الكتّاب منصرفون إلى أشياء أخرى، فإن الاهتمام بكتابات الجيل المؤسس للثقافة السورية وما تلاه سيظل على الأرفف..
ما نطلبه أن ننفض الغبار عنه ونضعه في الشمس لأنه مصنوع من الشمس.