تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الدور السوري

الافتتاحية
الخميس 18-6-2009
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

الموقع السياسي السوري ودبلوماسية الحوار، خيار السلام دائماً، يعطي لحركة السيد الرئيس بشار الأسد النشطة في تبادل الزيارات مع قادة العالم ودوله طابعها المؤثر والفعال.. هناك استعداد دائم لتوظيف الامكانات السورية لمساعدة الدول الصديقة -ومعظم دول العالم صديقة لنا - في إزالة مواقع التوتر وبؤر الخلاف.

في آسيا والقوقاز والشرق الأوسط أكثر من موقع توتر.. أكثر من حالة خلاف واختلاف، لم يخف الرئيس بشار الأسد خشيته من تحولها إلى مواقع تأزم مزمنة، وبالنسبة لما يحيط بالدولة الصديقة أرمينيا بما يميز علاقات سورية بها من خصوصية، هناك حالة خلاف تاريخية مع تركيا.. وحالة تأزم حول إقليم كاراباخ مع أذربيجان.. وسورية معنية بالتأكيد بإزالة كل مايسيء للعلاقات في هذه المنطقة، انطلاقاً من علاقاتها المتميزة معها جميعاً، ومن تأثر منطقتنا «الشرق الاوسط» بمايجري في هذه الدول، التي هي الامتداد الطبيعي للمنطقة.‏

تستطيع سورية أن تقوم بدور مساعد وفق رؤيتها الاستراتيجية في العمل السياسي، التي تقوم على الحوار حول كل المشكلات التي تواجه العلاقات الدولية.. واستراتيجية خيار السلام. وقد أعلن الرئيس الأسد أنه يتجه لزيارة جمهورية أذربيجان بعد أن اطلع على وجهة النظر الأرمينية حول مشكلة اقليم كاراباخ، ليقدم ماهو ممكن من مساعدة، كما عبر عن ارتياحه للحوار التركي- الأرميني حول الخلافات بين البلدين.‏

تستطيع سورية أن تساعد بشكل مباشر وأيضاً بشكل غير مباشر عن طريق تقديم النموذج للعلاقات المتميزة التي يصنعها الحوار، مبدداً خلافات وصلت أحياناً الى درجة التهديد باستخدام السلاح. النموذج الواضح لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية المعتمدة على الحوار لحل الخلافات والمشكلات والتعامل معها وفتح أبواب التعاون والعمل المشترك في الوقت ذاته.. هو العلاقات السورية التركية..‏

لقد وصل البلدان إلى حالة لافتة فعلياً في تبادل الثقة والعمل المشترك، ولاتخفي الدولتان المتجاورتان جغرافياً وتاريخياً، ولايخفي الشعبان الشقيقان ارتياحهما، بل فرحهما بما استطاعت أن تحقق العلاقات السورية التركية من تطور، ربما هو محط الإعجاب من العالم كله..‏

لسورية علاقاتها المتميزة مع معظم دول العالم.. وهذا لافت ودليل أكيد على صوابية السياسة السورية، رغم ماواجهته من ظروف غير طبيعية في إطارات متعددة للتأثير على استقلالية القرار السياسي، وانتهى معظمها، وستنتهي كلها لاحترام دول العالم لسورية وإصرارها على استقلالية قرارها، واعتمادها الحوار طريقاً لحل المشكلات السياسية.‏

التوجه السياسي السوري الراهن للمساعدة على حل مشكلات عالقة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان الصديقتين، والتي تتجلى صورتها الأوضح في مشكلة إقليم كاراباخ هو جهد سياسي متميز، يؤكد على الدور الدولي الذي يمكن للسياسة السورية أن تلعبه، من خلال استراتيجيتها في اعتماد الحوار وخيار السلام.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 18/06/2009 11:41

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : الجغرافية السورية هي نفسها ؛ موقع متميز وصلة وصل ، التاريخ السوري مشرّف ؛ نضال ضد الاستعمار واستقلال مبكر وحياة نيابية وحزبية وريادة في القومية والنضال ، والسؤال : ماذا تغيّر حتى تحولت سورية من مركز تجاذب إلى مركز جذب ؟ وبهذا أقول : 1 - لم تكن ثمة رؤية واضحة لمكانة سورية الجغرافية والتاريخية للبناء عليها من قبل القيادات التي توالت على الحكم ، بل وصل الأمر إلى القول بأن هذا الجناح محسوب على الرئيس عبد التاصر ، وذاك محسوب على أمريكا ، وهكذا استمرت أعمال التجاذب بين مراكز القوى إلى العام 1970م ؛ 2 - جاءت الحركة التصحيحية التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد ، بنى رؤاه الاستراتيجية على الجغرافية والتاريخ ولكن ضمن قراءة جديدة مفادها : سورية يجب أن تكون مركز جذب لا تجاذب ، وهذا ما حصل فعلاً ، فتبوأت سورية مكانها الطبيعي ، وصارت سيدة قرارها ؛ 3 - وجاء الرئيس بشار الأسد وتابع نفس الاستراتيجية بعد أن دعّمها ببصمته الخاصة ؛ انفتاح على تركيا بعد عقود من الخصومة ، وانفتاح على الغرب ، واستمرار للتحالف مع إيران ، وتواصل أكثر مع بعض الدول الشقيقة التي شابت العلاقة معها بعض المنغصات لأسباب مختلفة ؛ 4 - وبناء على هذا الانفتاح ، جاء الدور السوري الجديد ؛ رأب للصدع العربي على قاعدة (إدارة الاختلافات العربية للحيلولة دون وصولها إلى خلافات وخصومات) ، وكذلك العمل على تقريب وجهات النظر بين الدول الصديقة التي تختلف في ما بينها (تركيا مع أرمينيا) و (أرمينيا مع أذربيجان) و(تركيا مع قبرص) ، وغير ذلك .

كامل- |    | 18/06/2009 15:35

يبدو ان السيد وفيق- الضيعة مضيع ايميلو من شان ماحدا يكشفوا ياسيد وفيق اشتري ايميل من شان نتواصل معك تعليقاتك حلوة بس............................

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 788
القراءات: 817
القراءات: 807
القراءات: 900
القراءات: 747
القراءات: 867
القراءات: 812
القراءات: 857
القراءات: 788
القراءات: 833
القراءات: 736
القراءات: 826
القراءات: 825
القراءات: 788
القراءات: 828
القراءات: 960
القراءات: 696
القراءات: 1005
القراءات: 1164
القراءات: 899
القراءات: 857
القراءات: 1183
القراءات: 1070
القراءات: 852
القراءات: 1011

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية