| الدور السوري الافتتاحية في آسيا والقوقاز والشرق الأوسط أكثر من موقع توتر.. أكثر من حالة خلاف واختلاف، لم يخف الرئيس بشار الأسد خشيته من تحولها إلى مواقع تأزم مزمنة، وبالنسبة لما يحيط بالدولة الصديقة أرمينيا بما يميز علاقات سورية بها من خصوصية، هناك حالة خلاف تاريخية مع تركيا.. وحالة تأزم حول إقليم كاراباخ مع أذربيجان.. وسورية معنية بالتأكيد بإزالة كل مايسيء للعلاقات في هذه المنطقة، انطلاقاً من علاقاتها المتميزة معها جميعاً، ومن تأثر منطقتنا «الشرق الاوسط» بمايجري في هذه الدول، التي هي الامتداد الطبيعي للمنطقة. تستطيع سورية أن تقوم بدور مساعد وفق رؤيتها الاستراتيجية في العمل السياسي، التي تقوم على الحوار حول كل المشكلات التي تواجه العلاقات الدولية.. واستراتيجية خيار السلام. وقد أعلن الرئيس الأسد أنه يتجه لزيارة جمهورية أذربيجان بعد أن اطلع على وجهة النظر الأرمينية حول مشكلة اقليم كاراباخ، ليقدم ماهو ممكن من مساعدة، كما عبر عن ارتياحه للحوار التركي- الأرميني حول الخلافات بين البلدين. تستطيع سورية أن تساعد بشكل مباشر وأيضاً بشكل غير مباشر عن طريق تقديم النموذج للعلاقات المتميزة التي يصنعها الحوار، مبدداً خلافات وصلت أحياناً الى درجة التهديد باستخدام السلاح. النموذج الواضح لما يمكن أن تحققه الإرادة السياسية المعتمدة على الحوار لحل الخلافات والمشكلات والتعامل معها وفتح أبواب التعاون والعمل المشترك في الوقت ذاته.. هو العلاقات السورية التركية.. لقد وصل البلدان إلى حالة لافتة فعلياً في تبادل الثقة والعمل المشترك، ولاتخفي الدولتان المتجاورتان جغرافياً وتاريخياً، ولايخفي الشعبان الشقيقان ارتياحهما، بل فرحهما بما استطاعت أن تحقق العلاقات السورية التركية من تطور، ربما هو محط الإعجاب من العالم كله.. لسورية علاقاتها المتميزة مع معظم دول العالم.. وهذا لافت ودليل أكيد على صوابية السياسة السورية، رغم ماواجهته من ظروف غير طبيعية في إطارات متعددة للتأثير على استقلالية القرار السياسي، وانتهى معظمها، وستنتهي كلها لاحترام دول العالم لسورية وإصرارها على استقلالية قرارها، واعتمادها الحوار طريقاً لحل المشكلات السياسية. التوجه السياسي السوري الراهن للمساعدة على حل مشكلات عالقة بين دولتي أرمينيا وأذربيجان الصديقتين، والتي تتجلى صورتها الأوضح في مشكلة إقليم كاراباخ هو جهد سياسي متميز، يؤكد على الدور الدولي الذي يمكن للسياسة السورية أن تلعبه، من خلال استراتيجيتها في اعتماد الحوار وخيار السلام.
|
|