لردم الهوة بين الواردات والصادرات
الكنز الثلاثاء 7/3/2006 أمير سبور في كل مناسبة ندعو إلى تشجيع الصادرات وتحفيز المصدرين على اختلافهم لا سيما إذا كان هذا المنتج السوري أو ذاك يتمتع بالمواصفات القياسية والجودة المرغوبة في الأسواق الخارجية..
ولكن عند العودة إلى لغة الأرقام التي لم نتقنها بشكل دقيق نستطيع القول إن الصادرات السورية ما زالت دون المستوى المطلوب.. لا بل إن اتساع الفجوة سنويا بين قيمة الواردات التي تنمو بشكل ملحوظ مقابل انخفاض بطيء في قيمة الصادرات, الأمر يؤدي إلى انعكاس سلبي في الميزان التجاري وإلى خلل في ميزان المدفوعات الذي ينعكس بدوره أيضا على الرصيد الاحتياطي من العملات الأجنبية المتوفرة لدى البنك المركزي.. تلك المعادلة التي يجب أن يدركها أصحاب العلاقة من المختصين في مجال التجارة الخارجية.. وإذا عدنا إلى العام 2004 نجد أن فرقا لا بأس به قد حصل بين قيمة الواردات التي بلغت أكثر من 327 مليار ليرة سورية مقابل ما قيمته 249 مليار ليرة للصادرات.. الأمر الذي يؤكد ما أشرنا إليه ويستدعي الاهتمام أكثر بمسألة زيادة حجم الصادرات وصولا إلى تعديل إيجابي للميزان التجاري وميزان المدفوعات, ولتحفيز وتشجيع الصادرات لا بد من توفر النشاط المهم في ذلك والكامن في ضرورة وجود شركات ضمان ائتمان الصادرات والتي بدأت تضاعف نشاطها في مختلف الدول منذ عقود مضت.. من هنا نجد أن نوفر النشاط التأميني الذي يهتم بضمان مستحقات البائع (المصدر) في مواجهة المشتري (المستورد) سواء كان في السوق المحلية أم الدولية من شأنه أن يلعب دورا أساسيا في اقتصادات الدول وخاصة الاقتصادات الناهضة..
لأن الدائن هنا سواء كان مصرفا أم تاجرا أم مصدرا يتمتع بحقوق المدين ومن حقه أن يطمئن لاستيفائها حتى يستمر ويوسع نشاطه التصديري بما يحقق طموحاته.. من هنا تأتي الأهمية الكبيرة لضرورة وجود ضمان يؤمن حقوق المدين لدى مؤمن يقوم نيابة عنه وبالتعاون معه بضمان المدين بعد دراسة الوضع المالي والائتماني له وقياس قدرته على الوفاء بالتزاماته, ومن ثم إصدار وثيقة تأمين تهدف إلى حصول المؤمن على قسط تأمين مقابل ضمان المؤمن له لحقوقه تجاه المدين.. تلك معادلة محاسبية معقدة قد لا يستوعبها إلا المختصون ولكن دخلنا في هذا التفصيل بهدف الإشارة إلى أهمية توفير ضمان الصادرات الذي يساعد المصدرين على فتح أسواق جديدة وتوفير شروط أفضل في مجال المنافسة وتيسير حصول المصدر على تمويل نشاطه بشروط معقولة وأيضا تنشيط تداول الأوراق التجارية المضمونة والمرتبطة بعمليات التصدير.. فهل نشجع على ذلك..?!
a-sabour@scs.net.org
|