تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عقدة الاستعلاء الأميركية

حدث وتعليق
الثلاثاء 7/3/2006
علي نصر الله

بعد عقد ونيف يكتشف الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف ان اميركا والغرب قد خدعاه ولم يحترما التعهدات التي قطعت له في اتفاق فيينا الشهير الذي جرى توقيعه في العام 1990 ,

والذي ينص على إنشاء أوروبا من دون تحالفات وعلى حل حلف شمال الاطلسي بعد زوال حلف وارسو.‏

بعد خمس عشرة سنة يعبر غورباتشوف عن خيبة أمله من واشنطن والغرب , ويتحدث عن عقدة الاستعلاء الاميركية ويقول: من المهم ومن مصلحة الجميع ان تشفى الولايات المتحدة من عقدة الاستعلاء والاستكبار .‏

ربما تأخر غورباتشوف في اكتشافه هذا , وربما كان عليه كزعيم وسياسي بارز ان ينتزع ثمنا مكافئا للتنازلات التي قدمها انذاك للمعسكر الاخر وألا يكتفي بمجرد وعود وتعهدات تم اطلاقها كخدعة وعلى قاعدة ان الطرف الآخر بات ضعيفا الى حدود لايمتلك معها مقومات الرفض أو التراجع عن مواقفه وكلنا يتذكر تلك الحقبة ومجرياتها لاسيما معاهدتي ستارت 1 وستارت.2‏

عقدة الاستعلاء التي يتحدث عنها غورباتشوف اليوم هي اكثر تورما وتضخما مما كانت عليه قبل سنوات وقد يكون الشفاء منها مستحيلا مع تسلط مجموعة المحافظين الجدد على الادارة الاميركية وعلى مؤسسات المجتمع الدولي والامم المتحدة التي تحولت الى هيئات ودوائر تابعة لوزارة الخارجية الاميركية.‏

واذا كان هناك من سبيل للشفاء فلابد من تحقيق عاملين أساسيين أولهما تفعيل الاتحاد الروسي والصين دورهما الحيوي على الساحة الدولية وداخل مجلس الامن الدولي وصحوة أوروبية تثبت أوروبا من خلالها موقعها على الخارطة السياسية الدولية وتعلن فيها انها ليست القارة العجوز المتهالكة كما وصفها دونالد رامسفيلد.‏

واما الثاني فيتلخص بضرورة تضافر الجهود الدولية لاحداث الصدمة لدى الولايات المتحدة , لاسيما لجهة التعبير بطرق اكثر وضوحاً وفاعلية عن رفض الطروحات الاميركية ومواجهة حروبها الاستباقية وتدخلاتها وافشال مخططات الهيمنة ومحاولات فرض الوصاية والاملاءات على الدول ذات السيادة وعلى المنظمة الدولية .‏

واذا كان شفاء الولايات المتحدة من عقدة الاستعلاء يرتبط بظروف ومعطيات دولية محددة تسهم في تحقيق الهدف , فانه من المهم استثمار الظروف الحالية , لانها الاكثر نضوجا مايجعلها تسمح بتحرك دولي يحدث الصدمة ويعيد معايرة الاحجام والاوزان للمصالح والقوى وبما يكفل تصحيح الخلل الحاصل في التوازن الدولي والعلاقات الدولية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12378
القراءات: 1658
القراءات: 1313
القراءات: 1478
القراءات: 1435
القراءات: 1254
القراءات: 1492
القراءات: 1362
القراءات: 1475
القراءات: 1563
القراءات: 1568
القراءات: 1635
القراءات: 1904
القراءات: 1279
القراءات: 1353
القراءات: 1297
القراءات: 1668
القراءات: 1482
القراءات: 1437
القراءات: 1520
القراءات: 1475
القراءات: 1500
القراءات: 1472
القراءات: 1784
القراءات: 1483
القراءات: 1360

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية