تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إنجاز لا يشرف إدارة بوش

البقعة الساخنة
الخميس 6/4/2006
محمد علي بوظة

رغم سيل الاعترافات الأخيرة لصقور الإدارة الأميركية ورئيسة الدبلوماسية فيها كونداليزا رايس:

بارتكاب الولايات المتحدة آلاف الأخطاء التكتيكية في العراق وهي ليست الأولى, واستطلاعات الرأي التي أعقبتها ورأى فيها ما يقارب الستين بالمائة من البريطانيين: أن جورج بوش وطوني بلير قد أخطأا بغزوهما لهذا البلد, ورغم اتساع دائرة الرفض الداخلي والعالمي لهذه الحرب, وتوالي مسلسل الفضائح وتكشف حجم وفظاعة الانتهاكات المرتكبة, من جانب الاحتلال بحق الشعب العراقي وتصنيفها في خانة جرائم الحرب, فإن أحداً لم يتوقع لهذه الاعترافات أن تشكل محطات مراجعة وتقويم , للسياستين الأميركية والبريطانية حيال العراق والمنطقة على حد سواء.‏

وإذ لم يقل أحد أن المشهد الحالي والوضع أفضل مما كانا عليه قبل الاجتياح, وأن التوجه الأميركي بصورته الراهنة واندفاعته وحماقاته ولهاثه وراء إرضاء إسرائيل وخدمة مشروعها, وما تمارسه إدارة بوش من تصعيد سياسي وعسكري يحمل معه مشروع سلام أو أية مقاربة له, فإن الاعتقاد الطاغي هواليوم أكثر سوداوية ومدعاة للتشاؤم, كونه يذهب في الاتجاه المغلّب لخيارالحرب, ومزاولة الاحتلال لسياسة الهروب إلى الأمام ومحاولات الخروج من دائرة الأزمة والفشل الاستراتيجي في الساحة العراقية, نحو جبهات جديدة يصدر إليها فوضاه وحرائقه بأمل تحقيق اختراقات ومكاسب ونقاطاً,تغطي بعضاً من الانتكاسات الحاصلة والفشل وتعزز موقعه وموقع حليفه الصهيوني. وتلك مؤشرات لا تعكس التحول الخطير في السياسة الأميركية فحسب, وإنما تؤكد حقيقة أن المنطقة بجغرافيتها وجوارها الإقليمي, مرشحة لمرحلة جديدة من العنف وعدم الاستقرار ولجولات أخرى من التسخين والتفجير, وأن المعالجات للسياسات الخاطئة تتم بعقلية المكابرة وركوب الرأس, والغوص أكثر في مستنقع الأخطاء ومراكمتها, وبمواصلة انتهاج استراتيجية الاحتواء والنهب والأرض المحروقة, وهو الإنجاز الوحيد وغير المشرف للمحافظين الجدد للولايات المتحدة, الذي استطاع أن يوسع دائرة الأعداء ويستقطب بامتياز إجماع العالم, الرافض لسياسات واشنطن وحروبها وديمقراطيتها. في كل الأحوال لا معنى ولا قيمة لهذه الاعترافات إن لم تكن المدخل للعودة إلى لغة العقل, والتخلي عن مشاريع الهيمنة والغزو والتدخل الساخر في شؤون العالم, والإقلاع عن دعم إسرائيل ومشروعها الجهنمي الذي دفّع المنطقة ولا زال أثماناً مادية وبشرية يصعب حصرها, وأضر إلى ما لا حدود بمصالح أميركا وسمعتها وهيبتها ومصداقيتها كدولة عظمى, معنية بأن تكون عامل توازن واستقرار وحفاظ على السلم العالمي, لا عامل فوضى واضطراب وصانعة حروب. ومن الضروري هنا التشديد على أنه ما من قوة تمتلك حق منح شهادات حسن السلوك, والقول: بأن الاعتراف بالذنب فضيلة ومجرد الاعتذار وهو ما لم يحدث حتى اللحظة, كفيل بالصفح والعفو والتبرئة والنسيان وطي صفحات هذه الحرب القذرة والمدمرة, وإعادة الحياة لعشرات الآلاف من أبناء الشعب العراقي, الذين تستدعي جريمة قتلهم وجريمة قتل أشقائهم في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة أشد أنواع المساءلة والعقاب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 980
القراءات: 905
القراءات: 972
القراءات: 991
القراءات: 936
القراءات: 952
القراءات: 987
القراءات: 974
القراءات: 1032
القراءات: 1084
القراءات: 1065
القراءات: 969
القراءات: 1047
القراءات: 1072
القراءات: 1065
القراءات: 1081
القراءات: 1087
القراءات: 1134
القراءات: 1159
القراءات: 1119
القراءات: 1096
القراءات: 1097
القراءات: 1110
القراءات: 1189
القراءات: 1150

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية