تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سطوة الأزرق من جديد

معا على الطريق
الجمعة19-7-2019
ديب علي حسن

هي سنة الكون وناموسه ألا تقف الحياة عند لحظة واحدة، فكل ثانية ثمة جديد يقفز بنا إلى مكان آخر، من مئات السنين لم يكن الأمر بهذه السرعة،

وربما لم يكن أحد ما في الكون يتوقع أن هذا التفجر التقني والمعرفي سيكون سيلا جارفا لايهدأ، ولا أحد يعرف إلى أين سيصل بنا في نهاية المطاف، وربما يمكن القول بهدوء وثقة مطلقة إنه مع البدء بكتابة هذه السطور وصولا إلى نهايتها ربما يكون قد تحقق على الصعيد التقني الكثير مما لانعرفه.‏‏‏

وعلى هذا الأساس لايمكن الركون إلى لحظة هانئة هادئة، نظن فيها أننا حققنا ولو لبرهة نوعا من الاستقرار، فما يتقدم تقنيا وعلميا ينعكس مباشرة على الكثيرين منا، ولاسيما التقنيات التواصلية أو التفاعلية وما من أحد يمكنه الهروب منها، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هذا السيل الهادر إلى أين يقودنا، وكيف نعمل على أن يكون على الوجه الأفضل لنا؟‏‏‏

في هذا العالم المسمى افتراضيا (النت ومشتقاته) تدفق هائل لكل شيء، للتقنيات والتطبيقات، لنشر الأخبار، الصور، الفبركات، الأكاذيب، التجسس، كل ما في الحياة سوف تجده في عوالمه، كل يضخ بما يرغب ويظنه بضاعة رائجة، ولها من يتابعها ويقتنيها ويصفق لها، وأيضا من يأخذها ممسكا عليك ويتاجر بها ويهدد).‏‏‏

عالم ثر لايمكن الإحاطة بشيء منه، هذا الفحش في التنوع جعله مغنما عند من يتاجرون بكل شيء، فهو مصدر البيانات، الإشاعات النمائم، التطبيقات التقنية المحترفة التي لايمكن الاستغناء عنها، يضاف إلى ذلك وجه آخر، شكله للهو والتسلية ولكنه غير ذلك تماما، منذ فترة قصيرة انطلق تطبيق الفيس أب، تطبيق يتيح لك أن ترى ما هو متوقع لك أن تكون عليه بعد عمر مديد، انتشر الأمر بسرعة غريبة وحمل معه الكثير من القضايا والمعطيات، فهذا بدا جذابا، وذاك له شكل وحش بشري.‏‏‏

بعد أيام قليلة بدأت القضايا الاجتماعية التي خلفها وراءه تظهر، هذا غير مقبول عند زوجته، وتلك بدت شمطاء، وانطلقت حملة الإساءات والتقاذفات الاجتماعية لتصل كما دوّن البعض إلى حد الطلاق والهجران.‏‏‏

عالم افتراضي يدخل تطبيقا وهميا له غاياته وأهدافه يصل بنا إلى حيث الفرقة بين الزوج وزوجته، بين وبين، عالم من وهم وافتراض، هكذا يحفر مجراه في حيواتنا التي أصابها على ما يبدو الصدأ والملل بفعل ما نمر به، تعب الجميع، أصابهم الوهن والعتب، ومضينا في كواليس مظلمة، ما أحوجنا اليوم إلى بناء عالم أخضر من التربية والثقافة والعمل والبيت، وغير ذلك، لقد ضاقت بنا الدنيا كلها، حتى ضقنا حتى بأنفسنا، وليس الأمر إلا نفوسا ضجت بعفنها وحان وقت فقء القيح.‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 753
القراءات: 758
القراءات: 784
القراءات: 673
القراءات: 689
القراءات: 773
القراءات: 838
القراءات: 781
القراءات: 654
القراءات: 854
القراءات: 756
القراءات: 732
القراءات: 721
القراءات: 740
القراءات: 722
القراءات: 674
القراءات: 836
القراءات: 695
القراءات: 768
القراءات: 743
القراءات: 810
القراءات: 777
القراءات: 801
القراءات: 721
القراءات: 767

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية