| تفشيل الدولة السورية... صفحة أولى لكن «سورية فاشلة» قلما اختلف عليها اثنان. وشكل ذلك هدفاً تاريخياً لإسرائيل العدوة المعادية، وتركيا الطامعة بالتأكيد بالأراضي السورية، وهو ما لا ينفيه تاريخ أو جغرافيا أو توجهات سياسية معلنة وغير معلنة، ولقطر القزمة التي لا يفهم من سلوكها إلا أنها تعالج عاهتها «القزمية»... أما السعودية، فقد طال زمن انتظار عودة الوعي للذهن السعودي ولا سيما في عهد عبد الله بن عبد العزيز... لكن كان الأمل بعيداً وانكسر تماماً بعد انقلاب المحمدين بن نايف وبن عبد العزيز، ودخلا إلى المعمعة من عمق المستنقع وليس من أطرافه. قد يكون الغرب ولا سيما الولايات المتحدة أقل حماساً لإقامة دولة فاشلة في سورية. ربما لولا العامل الإسرائيلي بالغ التأثير في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط لظهر ذلك واضحاً في الموقف الأميركي. لكن خصوصية الرؤية الغربية والأميركية لم تكن كافية أبداً لدعم سورية الدولة والاصرار على بقائها رغم أنهم يعلنون عكس ذلك. لاحظ هنا مثلاً إصرار جميع هؤلاء إلى عدم الاشارة إلى سورية كدولة إلا فيما ندر. هم يعلمون أن وجود الدولة غير الفاشلة يعني دولة لها مؤسسات وحكومة تديرها بهذا البعد أو ذاك... وهم يصرون أن سورية هي نظام..؟! وجيشها.. جيش النظام.. واقتصادها يدعم فقط النظام... لذلك لاحظ أنهم يرفضون البحث على صعيد المفاوضات ومن باب دفع الحكومة إلى التقدم فيها بشكل أكبر، أي مجال لرفع العقوبات. من هذا الاطار يمكن الاقتراب لفهم الجريمة النكراء التي اقترفت يوم الاثنين الماضي في مدينتي طرطوس وجبلة... هاتان المدينتان وشقيقاتهما «ولاسيما اللاذقية» تشكل أهم أقاليم الجمهورية التي تتمثل فيه إرادة الدولة، والملجأ الأكبر للسوريين المهجرين مع اسرهم ومصالحهم. علماً أن الحكومة، أو ما يسمونه بالنظام أصر دائماً على بسط راية الدولة على كل المناطق وسعى لتنظيم واقع في المناطق الآمنة تحت إدارته، وهي ليست في الساحل وحسب... الدولة غير غائبة عن أي جزء في سورية؟ الواقع صعب أي نعم... لكن الدولة موجودة بحق في الحسكة ودير الزور ومناطق من الرقة وحلب وحمص وحماه ودمشق وريفها والسويداء ودرعا... هذا تماماً ما ينغص أعداء سورية إذ يؤكد أن سورية ما زالت دولة غير فاشلة. تفجيرات طرطوس وجبلة رسالة تقول للسوريين: لا ملجأ لكم من إرهابنا وحربنا عليكم... فلتنتشر رائحة الدم. الرسالة ليست جديدة والهدف غير مستحدث.. الجديد فقط أنه لأول مرة يخرج صوت دولي يرفض... ولو على شيء من استحياء وخجل. هل آن الأوان بموجب ما تتحدث عنه الولايات المتحدة وما تناولته منسقة الشؤون الخارجية الأوروبية أن يكون العمل صريحاً لرفض تفشيل الدولة As.abboud@gmail.com ">السورية. As.abboud@gmail.com
|
|