إن ما يعطي هذه القمة واللقاءات التي سيجريها الرئيس الأسد مع المسؤولين الروس أهمية خاصة, هي أنها تأتي في ظل موقف دولي حساس ومعقد جداً إن لجهة الاحداث المتلاحقة التي تمر بها منطقتنا العربية أو لجهة المستجدات الطارئة والصراع الدموي الذي تشهده منطقة القوقاز والتي بينّت الاحداث الاخيرة ان من يقف خلفها هما اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية بهدف زعزعة الاستقرار وزيادة التوتر وإضافة مشكلات وصراعات جديدة على الساحتين الاقليمية والدولية.
من هذا المنطلق ومن التاريخ الطويل للعلاقات السورية الروسية والتنسيق المشترك وتوافق وجهات النظر حول كافة القضايا التي تناولتها اللقاءات والقمم الماضية, فإن النتائج التي ستتمخض عنها هذه الزيارة لاشك في انها ستصب في مصلحة البلدين وستنعكس نتائجها الايجابية على المنطقة والعالم وستساهم إلى حد كبير في نزع فتيل الانفجار الذي قد تكون عواقبه وخيمة ومأساوية على المنطقتين.
إن ما يضفي على هذه الزيارة أهمية اضافية بنظر المتابعين, هي ما تتمتع به سورية وروسيا من أهمية استراتيجية وثقل نوعي في منطقتي الشرق الاوسط والقوقاز واوروبا وعلى الساحة العالمية وسعيهما الكبير والمتواصل لارساء الاستقرار الاقليمي والدولي وانفتاحهما الدائم على الحوار لحل جميع القضايا العالقة ونجاحهما المتواصل في تبريد الاجواء التي تسخنها بشكل دائم واشنطن وتل أبيب.
ولاشك في أن الايام المقبلة ستشهد ترجمة عملية لنتائج هذه الزيارة واللقاءات وسيكون لها دور كبير في ارساء المزيد من الاستقرار والسلام وتعرية الذين يدفعون باتجاه الحروب والخراب.