تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلام تصنعه الإرادات

أخبار
الخميس 21/8/2008
محمد علي بوظة

أواخر آب الحالي ستحط رئيسة الدبلوماسية الامريكية رحالها في المنطقة, في إطار جولة جديدة تشمل الارض الفلسطينية المحتلة, دون أن ينتظر منها ان تقدم شيئاً أو معطى ايجابياً واحداً,

يمكن البناء عليه والتفاؤل بإمكانية حدوث اختراق أو انفراج من اي نوع في الملفات الساخنة, يفضي إلى حلحلة العقد المستعصية ونزع الالغام الكثيرة, المزروعة اسرائيلياً وأمريكياً في درب السلام, والتي مازالت تحول دون التوصل لتسوية عادلة وشاملة للصراع, وايجاد حل للقضية الفلسطينية يلبي المطالب والحقوق المشروعة لقرابة ستة ملايين فلسطيني, وبضمنها حق العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.‏

في ضوء ذلك لا يمكن قراءة الزيارة سوى انها محطة اخرى من محطات تقطيع الوقت وتضييعه واللعب في الزمن المتبقي لادارة بوش لمصلحة الاحتلال الاسرائيلي, وتعزيز مكاسبه وقدراته وموقعه التفاوضي على حساب العرب, الذين ما أصيبوا من أمريكا الراعية ووعودها بغير الخيبات, والمزيد من المصائب والآلام والفقدان لحقوق اخرى استلبت بالقوة الغاشمة وسطوة الاساطيل, إضعافاً وإلهاءً وتشتيتاً للجهد عن القضية المركزية, وعن العدو الاساسي المهدد للوجود وللمصير , والمتحلل من كل الاخلاقيات والشرائع والقوانين وروحية السلام.‏

لقد طرحت مسألة الوعود بشأن السلام وقيام الدولة الفلسطينية, كتحد واستحقاق لم تستطع الادارة الامريكية الحالية التصدي لهما , والوفاء بالالتزامات المترتبة عليهما والتي تستوجب حمل اسرائيل على تغيير سلوكها, وجعلها تأخذ بالخيارات البديلة لمنطق العدوان والاحتلال والترهيب , وجل مافعلته حتى اليوم صب ويصب في اتجاه التأزيم والإطالة في عمر الازمة بل والنفخ في أوارها اعتقاداً منها ان هذه السياسة تخدم المشروع الامريكي الصهيوني, والشعب الامريكي الذي استفاق ليجد ان مصلحته لا يمكن لها ان تتقاطع مع اسرائيل.‏

واستطراداً نقول: إن المنطقة لا تحتاج لمثل هذه الزيارات المكوكية والدعائية الفارغة, وإنما إلى جهد مخلص وصادق وإرادات تضع الامور في نصابها الصحيح, وتترجم التوجه الفاعل نحو سلام لطالما تاقت إليه وسعت من أجله, وصولاً لاستقرار حقيقة معروفة السبل إليه وواضحة وضوح الشمس, وهما حاجة ملحة وماسة للجميع وللعالم الذي شبع حروباً, ودفعت شعوبه وما انفكت تدفع الاثمان باهظة للسياسات المغامرة الخاطئة والمدمرة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 1049
القراءات: 963
القراءات: 1035
القراءات: 1047
القراءات: 996
القراءات: 1015
القراءات: 1055
القراءات: 1024
القراءات: 1091
القراءات: 1144
القراءات: 1123
القراءات: 1030
القراءات: 1115
القراءات: 1143
القراءات: 1118
القراءات: 1141
القراءات: 1142
القراءات: 1203
القراءات: 1224
القراءات: 1184
القراءات: 1157
القراءات: 1148
القراءات: 1164
القراءات: 1252
القراءات: 1212

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية