تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية وروسيا

الافتتاحية
الخميس 21/8/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

ليست هذه الزيارة الأولى للسيد الرئيس بشار الأسد لروسيا الاتحادية , ولاهي طارئة أو مرتبطة بحدث ما.. ودائما كانت زيارات السيد الرئيس لروسيا مثمرة ومهمة مما دفع بالعلاقات بين البلدين من حالة شبه الشلل نتيجة سقوط الاتحاد السوفييتي ووصول تأثيرات قوى معادية لسورية إلى موقع القرار الروسي, إلى حالة من التفاهم والتعاون اللذين يحتاج البلدان إلى تطويرهما وتنميتهما , ولاشك أن الأحداث التي تجري اليوم في منطقتي البلدين.. في الشرق الاوسط وفي القوقاز تضيف الى الزيارة أهمية أخرى, علماً أنها مقررة ومحدد موعدها قبل التحرك الجورجي والردّ الروسي عليه.

من الطبيعي أن نتوقع زيارة ناجحة بنتائج ايجابية ومعطيات إضافية على الواقعين الإقليمي والدولي.‏

ولاتنفي أي من الدولتين تأييدها لسياسة الأخرى فيما يتعلق ب:‏

- حق كل منهما في حماية أمنها .‏

- تقديرها لأهمية الاستقرار في مناطق العالم الساخنة أو المتوترة .‏

-السلام العادل والشامل في كل مناطق العالم.‏

-العمل المشترك للتنمية والبناء.‏

في هذا الإطار تؤكد سورية تأييدها لروسيا في موقفها لحماية أمنها سواء من التحرك الجورجي.. أم من التحدي الأميركي للأمن الروسي المتمثل بالدرع الصاروخية , وتؤيد روسيا حق سورية في استعادة كامل اراضيها المحتلة وحتى حدود الرابع من حزيران 1967 .. ونذكّر مرة أخرى أن روسيا هي شريك أساسي في القرارين المرجعيين الصادرين عن مجلس الأمن 242 و 338 وفي رعاية عملية السلام.‏

ذلك كله سيجعل من الزيارة حدثاً يرتقب العالم نتائجه وآثاره على موازين القوى وتوجهاتها.‏

إن فرصة فتح أبواب التعاون بين البلدين على أبعادها الكاملة متاحة اليوم بالتأكيد.. وسيؤدي هذا التعاون إلى توحيد جهود البلدين في مواجهة قوى الهيمنة والطغيان في العالم, والتي تمثلها الولايات المتحدة, وتستخدم لها أدوات سيئة منها إسرائيل.‏

مشروع الهيمنة الأميركي كبير.. خطير.. يستثمر كل الظروف والطاقات ويخطط الى البعيد البعيد ويهدف الى تفتيت العالم ومصادرة استقلالية القرار الدولي.. وإذا كان تفتيت منطقة الشرق الاوسط أكثر مما هي عليه.. يطبخ في مواقع القوة الأميركية ومراكز البحث التابعة لها من خلال طرح دراساتها حول الشرق الاوسط الجديد , فإن الوصول الى حدود روسيا في برامج التسليح الصاروخي, وتحريك القوى الصغيرة في إقليمها هو تفتيت حقيقي للأمن, ويكشف روسيا أمام السلاح الاميركي.‏

روسيا مازالت دولة عظمى عندما تتخذ موقف الدولة العظمى, وهي تتمتع إضافة الى قوتها بوحدة شعبها خلف قيادته.. ويمكنها أن تجد في دول العالم التي عانت وتعاني من سياسة الهيمنة والطغيان الاميركي أيادي ممتدة للتعاون وصولاً إلى سلام يحكم العالم ويفرض شروط التعاون للتنمية والبناء عليه.‏

لانعتقد أن في كل ما نقوله ماهو خفي على روسيا .. سواء مايحكم التوجهات الأميركية الإسرائيلية إلى أوروبا والقوقاز أم الى الشرق الأوسط, ونذكر ان روسيا كانت ممن عرف هذه السياسة الاستعمارية باكراً, فكانت أول من أماط اللثام عن اتفاقية سايكس -بيكو بعد نجاح الثورة البلشفية فيها.‏

سورية وروسيا دولتان تدعوهما كل الظروف المحيطة بكل منهما الى تعاون في مختلف مجالات الحياة دون تردد.‏

سورية وروسيا دولتان تسعيان للسلام بكل الوسائل, وفي مختلف المواقع.. وتواجهان قوى لايمكن أن تجنح للسلام مالم تخش القوة.. التي هي عنصر مهم جداً في صنع السلام وهي ليست مقترنة فقط بالقوة العسكرية, بل لها تصريفات كثيرة.‏

لعلاقات سورية وروسيا تاريخ عريق وأرضيه مشتركة هي المستند الأساسي لتعاونهما.. الذي نتوقع أن يبدو جلياً واضحاً في زيارة السيد الرئيس بشار الأسد لروسيا اليوم.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

رامي من قطنا _دمشق |  rr1aa2mm3eee4 @maktoob .com | 21/08/2008 16:21

سورية اليوم أصبحة دولة أساسية في الشرق الأوسط ولها كلمة مؤثرة في المنطقة والتعاون السوري الايراني والسوري الروسي أصبحة نتائجه تظهر بشكل واضح لذالك العالم وخاصة أمريكا تعمل من أجل تشويش هذا التعاون لان سورية بهذا التعاون تزداد قوة وسيطرة وخوف أسرائيل من أي هجوم عسكري على سورية بسبب عدم معرفتها للقوى العسكرية التي وصلت اليه سورية وجهلها لمضمون الاتفاقيات العسكرية التي أبرمت بين سورية وايران لذالك تلجئ أسرائيل ومن ورائها امريكا الى الضغط على سورية بوسائل اخرى عن طريق مجلس الأمن التي قراراته تصدر بما تهواه امريكا وذالك بالضغض بالعقوبات الاقتصادية عليها ولكن بسبب الحكمة التي يتمتع بها الرئيس بشار الاسد ومعرفته لهذا الواقع يعمل بشكل يرد على هذا الامر بما يتناسب مع الواقع اليوم وهو الذي رفع شئن سورية حتى أصبحت تعد من الدول القوية في الشرق الاوسط

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية