التغيير شعار يسبق أوباما اينما حل في الداخل والخارج بعد تغير النوايا تجاه شعوب العالم التي اسهمت في هذا التغيير بمقاومتها لهيمنة بلغت ذروتها مع عهد بوش.
أميركا اللاتينية التي عانت من اللادبلوماسية الاميركية والتي اختار معظمها البديل البلغاري رحبت بالدبلوماسية الدافئة لاوباما فتمسكت في قمة الاميركيتين برفض كونها باحة خلفية للولايات المتحدة مادفع بالرئيس الفنزويلي شافيز لاهداء نظيره اوباما بعد مصافحة تاريخية كتاب الشرايين المفتوحة ليعرف ويتعلم في رمزية لمعاناة شعوب قارته من الجارة الجنوبية.
قد تكون القمة فتحت صفحة جديدة مع واشنطن لكن غياب كوبا كان وجع 33 رئيس دولة حضروا واجمعوا على طلب فك الحصار عن هافانا ليكون ذلك معياراً للتغيير لنظيرهم ال 34 أوباما الذي اكد سعيه لعلاقات الاحترام والحوار بدل الاملاءات ودعاهم لعدم الوقوع في شباك الماضي مقدماً عروضاً للشراكة ليس فيها طرف أصغر واكبر ومعترفاً بصعوبة رفع الحصار عن كوبا التي اكدت بدورها انها لاتريد صدقة من الولايات المتحدة بل التحرر من الهيمنة المفروضة عليها منذ نصف قرن.
كما شعوب العالم، تحملت اميركا اللاتينية طغيان التفرد والهيمنة والاستقواء عليها.. واليوم جاء زمن استقلالية قرارها وتطالب اوباما بأن يكون المبادر تجاه كوبا كجزء من مشهد تحسين صورة بلاده التي ولاشك ستبقى الدولة الاقوى بكل مقوماتها وهو مطالب بتنفيذ وعوده بالتغيير وبناء علاقات مبنية على الثقة والاحترام المتبادل بوجود دول صمدت ولديها رؤيتها وقيادات تعبر عن وعي استراتيجيتها ومصالحها، فإن التحرر من الهمينة ليس حلماً بل واقعاً يتجسد اليوم في مشهد تضامن اميركا اللاتينية التي تستحضر اليوم مبدأ مونرو القائل « اميركا للاميركيين» ولم يتأخر البوليفاريون الجدد في تغيير المعادلة لتصبح اميركا اللاتينية لاهلها بثرواتها وعلاقاتها وليست باحة مستباحة لاحد.
فتحت اميركا اللاتينية ابوابها لقمة خاصة ولكنها ستغلقها في وجه قمة سادسة دون حضور كوبا الغائب الحاضر في قمة « ترينيغاد وتوباغو» فهل نتعلم أو متى نتعلم من الفضاء الاميركي اللاتيني الحيوي والمهم والمؤثر والذي يعيد كتابة قصة الاميركيتين بفصول جديدة ؟!