تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صداقات.. أميركية!

نقش سياسي
الأثنين 7-9-2015
خالد الأشهب

إذا كان ثمة وضاعة في العمل السياسي وانحطاط في بعض أخلاقياته، فإنه يتأتى تماماً من تغليب المصالح على الحقائق، بمعنى أن يتجاهل السياسي أو السياسة الحقائق في مقابل تحصيل المكاسب.

المسؤولون والقيادات السياسية الأميركية.. وحتى الرأي العام الأميركي بات يدرك تماماً حقيقة الدور السعودي في صناعة الإرهاب العالمي، سواء عقائدياً عن طريق نشر المذهب الوهابي المتطرف ودعم دعاته وتمويلهم، أو تنظيمياً عن طريق إنشاء وتمويل المنظمات الإرهابية المستندة إلى هذه العقيدة، ويدركون أيضاً أن ليس ثمة مشترك واحد يجمع بلادهم إلى السعودية في صداقة أو تحالف سوى مشترك المصلحة.. النفط مقابل الحماية!‏

غير أن ذلك المشترك المصلحي وما ينتج عنه من خطاب سياسي أميركي منافق سياسياً ودجال أخلاقياً يتحدث عن علاقات صداقة وتحالف مع مملكة الظلام، لن يسعف أميركا دائما في تبرير مواقفها وسياساتها، ولن يمنع تآكل مصداقيتها وانحطاط خطابها السياسي أخلاقياً حتى أمام الرأي العام فيها، وهذا ما يظهره تواتر النقد صعوداً عند الأميركيين ليس للسعودية وحسب، بل وللعلاقات الأميركية معها!‏

في نهاية الأمر سوف تتبين للأميركيين حقيقتان اثنتان معاً.. الأولى: أن السعودية ليست بالمكانة الإنسانية والحضارية التي تؤهلها لصداقتهم والتحالف معهم، والثانية : أن إداراتهم المتعاقبة تخدعهم وتزيف لهم الأشياء سعياً وراء المصالح؟‏

وإذا كان ثمة فشل حقيقي للسياسات الأميركية.. فإنه يكمن هنا، حيث لن تستطيع الإدارات الأميركية مواصلة الخداع والتزييف لا بشأن علاقات «الصداقة والتحالف» مع السعودية وأمثالها فحسب، بل وبشأن إيعازاتها بإنشاء الإرهاب ودعمه.. ومن ثم تبريره بالمصالح!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2101
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3011
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3093
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية