ومع أن هذه التقارير والاستطلاعات ألقت الضوء على جانب مهم من الحجم الهائل لعدد القتلى والضحايا العراقيين خلال السنوات الاربع إلا أنها لم تكشف سوى بعض الحقيقة مما يحدث على الارض العراقية ويطول أرواح الناس ويصيب العائلات في أبنائها ومعيليها.
الحقيقة إن ماجرى ويجري في العراق أعظم وأفظع من ذلك بكثير.
فالمأساة تفوق التصور والصورة المكتملة لهذه الجريمة تفضي إلى الذهول,وتستحق عن جدارة توصيف جريمة العصر ولهذا فهي تستوجب سوق مرتكبيها إلى محاكم جرائم الحرب الدولية.
فحرب بوش لم تقتل ما يربو على مليون عراقي فحسب بل انها هجرت أضعاف هذا العدد خارج العراق وشردت أكثر منهم في الداخل عدا عن 75 ألفاً داخل السجون, والقضاء على خيرة علمائه وأكاديمييه والأخطر من هذا وذاك أنها اعادت إلى الوجود سوق النخاسة ليتحول فيها أطفال العراق الذين نجوا من القتل إلى سلع تباع وتشرى وبأبخس الاثمان,ومانشره التلفزيون السويدي مؤخراً بالصوت والصورة عن بيع أطفال العراق خير دليل على ذلك.
بقي أن نقول إذا كان مضمون هذه التقارير ليس غريباً ومفاجئاً لشعوب المنطقة التي تعرف وتعي وتتحمل تبعات مايدور في العراق يومياً إلا انه من المهم أن توضع هذه الحقائق بالاضافة إلى الحقائق الاخرى أمام العالم المتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان وأن يعرف الرأي العام العالمي حقيقة ومدى ما يمارسه عليهم حكام الولايات المتحدة من خداع وتضليل.