إلا أن واقع الحال الآن أصبح على مسافة بعيدة عن الهدف بعد أن توقف المعمل عن تصنيع أي نوع من المواد وبعد الخسارات المتلاحقة والواقع المتردي والمزمن للشركة! إلا أن ما حصل بالتأكيد ليس بسبب سوء الإدارة أو تقاعس العاملين وإنما اجتمعت عدة ظروف دفعة واحدة لعل من أهمها عدم وضوح الرؤية الاستراتيجية لهذه الشركة وعدم التفكير منذ البداية بمتطلبات التطوير للخطوط الانتاجية بما يتناسب مع المواد الأولية المتوفرة وكأن الشركة بنيت على قاعدة واحدة هي وفرة مادة البندورة في ذلك الوقت والآن عندما ترك الناس زراعة هذه المادة في الحسكة لأسباب متعددة منها وأهمها الأسعار , تعثر العمل في الشركة وصولا إلى توقف العملية الانتاجية: المشكلة الآن في كيفية الخروج من هذا الموقف الحرج والنهوض بواقع المعمل وذلك من خلال إعادة النظر بآلية العمل سواء في الخطوط الانتاجية أو نوعية المواد الأولية المصنعة أو إيجاد البدائل الممكنة والقادرة على استثمار الإمكانيات الفنية والبشرية المتوفرة.
ثمة مقترحات مطروحة لبعض الصناعات الجديدة منها إحداث خط لعصر بذور القطن ولا سيما أن إنتاج المحافظة من القطن يصل في بعض المواسم إلى 350 ألف طن وتبلغ طاقة محلج الحسكة 100 ألف طن ينتج عنها 60 ألف طن بذور يتم نقلها من الحسكة إلى معامل الزيوت بحلب وحماة في حين لا يبعد معمل الكونسروة عن المحلج سوى 7 كم يضاف إلى ذلك أن معمل الزيوت في هذه الحالة ينتج أيضا الكسبة مما يؤمن المادة العلفية للثروة الحيوانية الموجودة بالمحافظة.
وهناك تصورات أخرى لإعادة الروح إلى معمل الكونسروة ولا نريد أن نقول لإدارة المعمل وللعاملين كما قيل لهم سابقا بأن يبحثوا عن الحلول لوحدهم وإنما نسأل أصحاب الشأن: هل يجوز أن يظل المعمل على وضعه الحالي متوقفا عن العمل بعد كل هذا الوقت الضائع وإلى أن يأتي القضاء والقدر أم أن المطلوب هو أن يتم إيقاف نزيف الهدر بفتح بوابة إنتاجية جديدة لهذه المنشأة الاقتصادية.?
younesgg@maktoob.com