| مــن يمنعهمــا ؟ صفحة أولى ثمانمئة من الأفارقة السودانيين والأريتيريين والأثيوبيين والصوماليين , وفي لمح البصر حولتهم الطائرات التي لم يتأكد بعد ما إذا كانت أميركية أم إسرائيلية إلى رماد في غارتين على شرق السودان , استهدفتا 17 شاحنة كانت هناك . أيا كانت حمولة الشاحنات , سواء كانت سلاحا أم مواد إغاثة , فمن يمنح أميركا أو إسرائيل الحق في انتهاك سيادات الدول وحدودها وفي ارتكاب مجازر جماعية سريعة وخاطفة بحق شعوبها , وفي عدم التعرض لاتهامات " الجنائية الدولية " ومذكراتها , بل من يمنع أميركا وإسرائيل من قتل الناس في أي مكان ثم وضع السلاح في يدنا وتوجيه تهمة القتل إلينا ؟ تصريحات أولمرت مع نفي القيادات العسكرية الأميركية في إفريقيا , تشير إلى أن إسرائيل هي من ارتكب هذه المجزرة قبل شهرين خفية , وربما كانت ستظل سرا لزمن طويل , فما المانع أن تكون الجرائم التي تقول الجنائية الدولية أنها وقعت في دارفور ارتكبت بأيد إسرائيلية أو أميركية وبسلاحهما , ولماذا تجد هذه المحكمة مئة دليل , كما يقول أوكامبو , لإدانة السودان وقيادته, وتتعامى عن آلاف الدلائل التي تدين أميركا وإسرائيل ليس في دارفور فحسب, بل في معظم مناطق العالم وقاراته ؟؟ هذه انكشفت .. وما خفي كان أعظم .
|
|