في لحظات كثيرة نسينا أزمتنا السورية.. وانصرفنا للاهتمام بمصر.. كانت قلوبنا تخفق قلقاً وخوفاً.. وترقباً.. لانريدهم أن يدخلوا متاهة العنف !
حروبهم كأنها حروبنا... معاناتهم..تمزقنا... وشعوبهم لم تجد أحن من سورية... حضناً وسوراً يصد عنهم أرذل الأيام...!
صور مقاومتهم... لم تفارق أذهاننا يوماً... وتلك الأغنيات التي صدحت تمجد بعض اللحظات الغالية... كنا نسمع صداها من المغرب إلى المشرق... حالة مقاومة تشعل أرواحنا.. وتجعلنا نوقن أننا مهما كانت قوة عدونا فنحن مستعدون للمواجهة....
والآن ونحن نمر بأحلك الظروف... وأشدها قتامة... ألا نحتاج بعد كل ماعشناه ومازلنا نعيشه مؤخراً... إلى فكر مقاوم مختلف... فكر يتعامل بذكاء مع مرحلة تشتت عربية مختلفة.. كلّ فيها يتطلع إلى ذاته... غافلاً عن الآخر... وحين ينتبه له... فليؤذه... رغم إنهما عاشا معاً... وارتبطا معاً... عمراً بأكمله... وذكريات قد لا تمحى... إلا بموتنا!
صحيح أنهم تمكنوا من تشتيتنا عن عدونا الأزلي مؤقتاً... تمكنوا من كسر صلابة البعض واخترقوهم... ما الذي حدث وكيف وصلنا إلى هنا.. شيء منه تكشف.. والبقية تأتي لاحقاً... إلى يوم.. قد لاننتفع منها... كثر لن تمر عليهم... مايُحيكونه لنا... مايريدون فعله.. بنا... أن اعتقدوا.. أنهم نجحوا فهم واهمون...
ضمن هذه المرحلة... الفكر الذي نحتاجه... فكر مقاوم يعرف أننا في مواجهة هيمنة غربية.. مختلفة... استخدمت التكنولوجيا كمقدمة فقط... اعتقدنا أن شكل الاستعمار قد تبدل... وأن أدواته اختلفت... إلى أن كشفوا مؤخراً عن وجههم الحقيقي...
لنعرف أنهم وراء كل ماعانينا منه.. أنهم نجحوا في جعلنا نختلف.. ونختلف... حتى تعمق الجرح.. وأصبح التئامه صعباً... أنهم تمكنوا من الوصول لمحاور كثيرة أرادوها... إنهم... تمكنوا من كسر صلابة البعض وتضليلهم.. لكن لاشك.. أنه مهما طال الوقت... سينكشف كل شيء..
أكثر من أي وقت مضى...نحتاج لفكر مقاوم مختلف...ثوابته لايمكن الاختلاف عليها..ولكن لاشك أن مضامينه وأدواته ستكون مختلفة بما يضمن جذب جيل عصري جذبته التكنولوجيا والملامح الغربية... بتنا نحتاج لأكثر من كلمات لنعمق انتماءهم لأوطان لن يشعروا يوماً أنهم غرباء فيها.
soadzz@yahoo.com