| تكريم أم تعتيم? أبجد هوز عن كاتب كنا نجهله تماماً, إنه باحث إسلامي رائد, مجتهد ومنتج له عدد كبير من المؤلفات, أهمها وأكثرها إشكالية هو الذي يحمل عنوان( نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد) ويدعو فيه الباشا صراحة إلى إخضاع الأدب والنقد إلى أحكام الشريعة الإسلامية. تميزت الندوة بأمور عدة سأجملها هنا رغم ضيق مساحة هذه الزاوية: أولا-تفاوت مستوى الأساتذة المشاركين في الندوة على نحو لافت للنظر, فبعضهم كان جيداً ومتمكناً من أدواته النقدية والعلمية, وبعضهم الآخر كان على سوية منخفضة جداً,ويبدو أن اختيار المشاركين كان يخضع للاعتبارات الشخصية أكثر من الاعتبارات العلمية. ثانيا-غلب على معظم المداخلات التي ألقيت في الندوة جانب المديح والمبالغة في تضخيم الجوانب الإيجابية للباحث الذي أقيمت الندوة لأجله, وهذا يدل على فهم خاطئ متوفر لدى بعض الأساتذة المشاركين, المنطلقين من شعار (اذكروا محاسن موتاكم). ثالثا- إن منطق (اذكروا محاسن موتاكم) يصح حينما يموت شخص ويجلس الناس في (التمساية)ويشربون القهوة المرة, ويترحمون على الفقيد وحتى في مناسبات التأبين التي تقام في أربعين شخص مهم راحل يجب أن يقتصر الكلام على ذكر المحاسن, وأما في (الندوة العلمية) التي تقام تكريماً لباحث رائد كالدكتور عبد الرحمن الباشا, (متوفى سنة 1987) فالمفروض أن تذكر نقاط الضعف الموجودة لديه جنباً إلى جنب مع نقاط القوة والتألق, بذلك نحافظ على الجانب الإنساني لهذا الرجل الذي لم يزعم أحد أنه من جنس الملائكة. ولنتذكر في هذا المقام أنه لم يخرب بيت الأمتين العربية والإسلامية عبر العصور شيء غير المديح والخطابة والإنشاء والتعتيم على نقاط الضعف. merdas@scs-net.org
|
|