تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا توقظ الرئيس

معاً على الطريق
الأربعاء 9/4/2008
غسان الشامي

لوّن مارك بِن صورة هيلاري كلينتون بملامح الحزم والخبرة ورسم محدداتها في مخططه الاستراتيجي لحملتها الانتخابية ..

وها هي الصورة تبهت بعد استقالته إثر الكشف عن ترويج شركة العلاقات العامة التي يملكها لاتفاقية تجارة حرّة مع كولومبيا طالما رددت كلينتون أنها ترفضها,وسبقته استقالة المستشارة جيرالدين فيرارو جراء تصريحات عنصرية الفحوى .‏

...إنها الثالثة صباحاً ,هل تعرف أين يوجد الرئيس?.. هذا السؤال الإعلاني المتلفز الذي صممه بن لإظهار حضور كلينتون وجهوزيتها وحزمها وجديتها أمام المخاطر وعدم تهاونها في مقاربة الشؤون الخارجية الناجم عن (خبرتها الطويلة) أمام (مراهقة) منافسها باراك أوباما بقضايا العالم..إنه سؤال يحمل قدراً كبيراً من البلاهة وقع أرضاً كحملة كلينتون.‏

عمل بن مع آل كلينتون منذ عام 1996 خلال حملة الزوج الانتخابية,. السنة التي استعادتها هيلاري عبر وصف ملفق لزيارتها إلى البوسنة مع ابنتها تشيلسي والمغنية شيريل كرو والممثل سندباد , مؤكدة اضطرارها للجري تحت وابل من الرصاص, فيما كشف شريط تلفزيوني ابتسامات مسؤولين يستقبلونها على مدرج توزلا واستماعها لطفلة بوسنية تقرأ قصيدة .‏

يقولون إن هيلاري رأت دائماً في نفسها امرأة ينتظرها القدر حتى أنها كانت تقف وهي صغيرة تحت الشمس أمام (كاميرات سينما تراقب أي حركة أقوم بها) فيما تقول امها إنها تفعل (أي شيء يجعلها تواصل سيرها للأمام), وإلاّ كيف احتملت فستان مونيكا لوينسكي الأزرق والدانتيلات الشهيرة لمغامرات العزيز بيل?!!.‏

صحيح أن الإعلان التلفزيوني لفت أنظار ملايين الأمريكيين ,لكنه في نهاية المطاف بدا تعبيراً عن ديماغوجية مفرطة , فالمرشحة الرئاسية ليست حازمة أو متأهبة كصياح الديك فجراً ,وهي التي بدّلت رأيها في المسألتين العراقية والفلسطينية وركزت على الكاميرات للوصول إلى حلم حياتها في كرسي المكتب البيضوي ومدفأته.‏

لم تنفع أسطورة الاحتمال والخبرة والشجاعة في جعل خواتيم مسيرة كلينتون الانتخابية سعيدة ,كما لم ينفع الاستيقاظ المتأخر للزوج بضخ السليكون في تجاعيد الحملة, فليس مهماً أن توقظ رئيس أكبر دولة في العالم من عزّ النوم لتخبره أن قنبلة قذرة على وشك الانفجار بل المهم أن ينام الرئيس وهو مطمئن إلى غفوة القنابل في مخازنها وإلى صحوة السياسة في صالون السلم العالمي.‏

لقد أوصى الرئيس الأمريكي ودرو ويلسون الذي أنهى الحرب العالمية الأولى ووضع عام 1918 إعلانه للمبادئ الأربعة عشرة الشهيرة, بعدم إيقاظه من هناءة الفراش, وعندما خرق مساعدوه ذلك أثناء أزمة مع المكسيك أجاب متثائباً أنه سيبحث المسألة في الصباح مضيفاً (لا أحد يمكنه إصدار حكم سليم حين يتم إيقاظه فجأة من نوم عميق).‏

ربما كان يجب على إعلان بن أن يقول (نم هانئاً ودع الرئيس ينام)...حتى يتم تجديد فرش البيت الأبيض كلينتونياً!!‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 09/04/2008 09:44

السيدة الزوجة صبرت على خيانة السيد الزوج, حتى تكون هي الرئيس مستقبلا, هكذا هو النفاق التام في دوائر الغرب, إنما قدر هيلاري ربما بأن لاتعود للبيت الأبيض كسيد أول له كما كانت بالسابق السيدة الأولى فيه, وأمريكا التي أشبعتنا نقدا وانتقادا وتهجما واستنكارا لحال المرأة العربية ونقصانها عن الرجل العربي تضيق ذرعا اليوم بوصول إمرأة لسدة البيت الأبيض.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 غسان الشامي
غسان الشامي

القراءات: 1675
القراءات: 1477
القراءات: 1626
القراءات: 1383
القراءات: 1363
القراءات: 1321
القراءات: 1472
القراءات: 1690
القراءات: 1705
القراءات: 2103
القراءات: 1462
القراءات: 2208
القراءات: 1330
القراءات: 1361
القراءات: 1609
القراءات: 1606
القراءات: 1419
القراءات: 1504
القراءات: 1402
القراءات: 1921
القراءات: 1488
القراءات: 1362
القراءات: 1564
القراءات: 1559
القراءات: 1339

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية