تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الديك الفصيـــح

معاً على الطريق
الخميس 9-4-2009م
عبد النبي حجازي

ثلاثة لسانهم طلْقٌ ولوكان واحدهم عَيِّيّاً حَصِراً: ذو المال تتكلم جعبته الملأى ، وذو السلطان يتكلم كرسيُّه العتيد ، وربة الجمال يتكلم جمالها الأخاذ .

خلال انعقاد مؤتمر القمة في الدوحة كانت إحدى القنوات التلفزيونية المحلية تستطلع آراء ذوي الaشأن والخبرة فقدمت على الشاشة أحد الأثرياء يحلل ويستنتج ويلقي الآراء ويردّدُ قوالب مسبوكة عفا عليها الزمن مما يتذكره من المرحلة الثانوية مزهواً وكأنه أخرج الدبّ من الجبّ .‏

حكم لينين الاتحاد السوفييتي (7) سنوات وهو صاحب المدرسة (اللينينية الماركسية) وأبرز رجال الفكر السوفييت وله عدد من المؤلفات ، جاء بعده ستالين وحكم (29) سنة وأراد أن يبرز مواهبه الفكرية فألف كراساً أطلق عليه (المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية) يقول عنه المؤرخون السوفييت إنه جمع عددا من الكتب العلمية التي تدرس في المرحلة الثانوية واستقى مادته منها .‏

كانت تروى (طرفة) في مرحلة الستينات أن امرأة رائعة الجمال نزلت إلى دمشق من ديرة الجبل ودخلت أحد الأسواق الشعبية ففُتن بها أحد التجار وتعقبها وعندما تكلمت مع رفيقة لها بكلام فجّ كقرع الحجارة على الرأس قال« تقبريني ساكتة أقبرك حاكية»‏

ولئن سلمنا ببراءة المرأة الجبلية التي تعيش على طبيعتها ، وبأن دوافع ستالين صاحب الستار الحديدي كانت توكيداً قسرياً للذات فما دهى رجلاً أن يتنطع للتحليل السياسي وهو لادراية له به فلا يحفظ كرامته ؟‏

يقال إن الرجال أربعة:‏

- رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك عالم فاتبعوه.‏

-ورجل يدري ولايدري أنه يدري فذلك غافل فأيقظوه .‏

-ورجل لايدري ويدري أنه يدري فذلك أحمق فاجتنبوه . -ورجل لايدري ويدري أنه لايدري فذلك جاهل فعلموه . ‏

قناة فضائية تلفزيونية شهيرة بنشراتها الإخبارية ، دأبت منذ أمد قريب على تقديم برنامج صباحي منوع وكان موضوع الأمس عن (الكومبارس) في السينما والدراما التلفزيونية فاختارت (خبيرين !) لاعلاقة لهما بالموضوع ، ووجهتْ أسئلة للجمهور تسأله عن شعور (الكومبارس) وأحلامه .‏

أرملة عجوز تسعى إلى المقبرة صباح كل خميس تتربع بجوار قبر زوجها تهدي روحه ماتيسر من القرآن الكريم وتقرأ الفاتحة , ثم تتذكر يوم كان يملأ قلبها وبيتها حباً وحناناً ثم تبثه لواعج الألم ومرارة الفراق وقسوة الأيام وشكس الذرية وغلظة الجيران وفحش الأسعار وندرة السلع وضيق ذات اليد . وهي تعلم علم اليقين أنه غارق في رقاده لايرى ولايسمع ولا يكترث ولايقيم لها ولكلامها وزناً ... لكنها تمتلئ إحساساً بالنشوة وراحة الضمير أنها أدت ماعليها بقدر استطاعتها ، ثم تعود إلى مكابدة واقعها وتلبث صابرة حتى بزوغ شمس الخميس فتسعى إلى المقبرة .‏

هذه هي حال الإعلام العربي مقروءاً ومسموعاً ومرئيّاً لايحرك شعرة في رأس (ممدوح) يرى أنه فوق المدائح , ولا في رأس متلقٍّ يستوي عنده الصدق بالكذب .‏

anhijazi@Gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1096
القراءات: 1083
القراءات: 1287
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية