تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوروبا القريبة البعيـدة!

الافتتاحية
الأثنين 8-6-2009م
بقلم رئيس التحرير: أســـــــــعد عبـــود

الرئيس الفرنسي ساركوزي يؤيد الرئيس أوباما في وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

والاتحاد الأوروبي يدرس إمكانية استخدام نفوذه التجاري للضغط على «إسرائيل» لوقف الاستيطان..‏

موقف بارد يلتحف مرة أخرى بالعباءة الأميركية.. ثماني سنوات لإدارة أميركية تقود العالم عبر مساحات للشرور بلا حدود, وأوروبا إما ساكتة وإما مؤيدة «بريطانيا وغيرها» مع بعض الاستثناءات بأصوات استطاعتها منخفضة وعمرها قصير..‏

ثماني سنوات كانت كافية لأن يهتف الشعب الأميركي للتغيير فيأتي بأوباما.. رحبت أوروبا مشكلة صدى للصوت الأميركي, ووقفت خلف الولايات المتحدة تنتظر «التغيير»!‏

أرجّح أن شعوب المنطقة ودولها بمواقفها المختلفة والمتباينة تريد موقفاً أوروبياً أكثر انتماء لأوروبا... هكذا كان.. هكذا تأتلف مع المنطق.. فأين جديد أوروبا؟!‏

طبعاً نحن لسنا أبداً ضد التحالف والتفاهم والتعاضد الأوروبي الأميركي... لكن.. فيما يخص قضايا المنطقة نرى أن أوروبا هي الأقرب, والشريك لأبناء المنطقة الأعمق في التاريخ والثقافة.. وهي معنية كثيراً فيما نعاني منه.. منذ وعد بلفور إلى العدوان الثلاثي على مصر.. وبالتالي وفي ظل التحالف الدائم الأميركي - الأوروبي يفترض أن أوروبا هي صاحبة الموقف الأوضح والأجرأ والأكثر مباشرة.. والمؤثر الأول في كيفية توجه القرار الأميركي في ظل فسحة الأمل التي تتيحها الظروف الراهنة للإدارة الأميركية.. أعني تماماً إدارة الرئيس أوباما..‏

ذلك سيحسن شروط العمل من أجل السلام في المنطقة الذي إن كان بشكل طبيعي جزءاً من السلام العالمي فهو السلام المباشر لأوروبا..‏

لقد راهن الكثيرون من أبناء المنطقة على الموقف الأوروبي منذ أواسط القرن الماضي، حين بدأت أوروبا تعلن عن صوتها المميز.. وتأملوا الخير.. وعارضته «إسرائيل» ورفضته وصرحت بأنها تعارض أي دور لأوروبا في عملية السلام.‏

نحن حريصون جداً على علاقات منطقتنا وشعوبها مع أوروبا..‏

وحريصون من أجل ذلك أن نسمع صوتاً ونرى دوراً ذاتياً فاعلاً لا يتبع لصوت ودور آخر.. وذلك لن يتعارض بالضرورة مع الدور الاميركي، بل سيسهل له مهمته كلما ارتدى لباس الجدية، وتحول الى دور واعد على مستوى السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.‏

أمس أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بمنتهى الوضوح ان نتنياهو يكذب فيما يخص اتفاقات مع الادارة الاميركية السابقة على الاستمرار في الاستيطان..وبتقديرنا ان لدى اوروبا امكانيات كبيرة لتشجيع ودعم الولايات المتحدة،لكشف كذب وزيف ادعاءات اسرائيل والتباس موقفها من مسألة السلام.. وأن تكون مبادرة في ذلك ولاسيما أن اميركا تعلن بوضوح أنها تتلمس الكذب الاسرائيلي كما اشارت السيدة كلينتون، وقبلها الرئيس أوباما الذي سبق أن صرح أن العلاقات الاميركية الاسرائيلية لم تكتنفها الصراحة دائماً..‏

لا أعتقد أن أحداً في أوروبا أو أميركا لا يعرف أن السلام لن يقوم مع الاحتلال والاستيطان والتدمير.. فلماذا خسارة الزمن، وإضاعة الوقت في التستر على الكذب الاسرائيلي ..‏

منذ غزة وحتى اليوم... ننتظر بعداً آخر للمواقف الأوروبية.. بعد يستوعب الانتقال من المحايدة إلى رفض الظلم.. ومن الرفض «كان هناك صوت أوروبي يرفض ما جرى في غزة ويتألم له»... إلى المبادرة..‏

السياسة الأوروبية تجاه المنطقة تحتاج فعلياً للتغيير ليس تبعاً لتغيير سياسات أخرى بل للحاجة الذاتية.. حتى على صعيد التعاون في البناء والتبادل الاقتصادي واتفاقات الشراكة؟! وإن دقق الأوروبيون جيداً في الانطباعات المتشكلة عن نتائج الشراكات والمواقف.. سيجدون بالتأكيد حاجة لتغيير أسلوبهم تجاه المنطقة سواء في حرارة القول والإعلان أم في جدية المواقف وإلزاميتها وسرعتها.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 08/06/2009 01:31

أوروبا هي من أحرقت اليهود ودفعتنا الثمن, أوروبا هي من اختلقت إسرائيل وزرعتها شوكة في خاصرتنا, أوروبا هي من تنساق خلف أمريكا سواء كانت أمريكا متوحشة أم مهادنة, أوروبا تأتينا عندما تستريح أمريكا, وعند أول صافرة لأمريكا تلحس أوروبا كل وعودها لنا, إنما بالطبع اسطوانة : ساركوزي-أوباما أخف علينا من اسطوانة بوش-شيراك, فلدى ساركوزي بعض الشجاعة وبعض الحرية ليحرك أوروبا مع العرب دون أن يغضب أمريكا لحد الخط الأحمر. وفي كل الأحوال نحن هنا قاعدون, نترك الغرب يفعل بنا مايشاء, على أمل أن يصبح الوحش ناعم الملمس يوما ما.

كامل - القامشلي |    | 08/06/2009 15:09

على ما اعتقد بأن المعلق دالاتي ون.. يقود او ينقاد وراء الحملات والاكاذيب اليهودية الصهيونية وينشر دعاياتهم في كل مكان : من ان هناك كان محرقة لليهود في اوروبا , انها اكذوبة من اجل استعطاف العالم ومساعدتهم . فالحرب العالمية الثانية حرقت 55 مليون انسان من كافة الاجناس , الى متى نبقى سذج نصدق كل شيء . وشكرا للاخ ناشر التعليقات والسيد رئيس التحرير .

مراد - محافظة حمص |    | 08/06/2009 15:17

اميريكا وصلت الى جيب الناخب اللبناني من أنصار المولاة , أما نحن فما زلنا نتكلم عن المحرقة اليهودية المزيفة ونسير وراء الدعاية اليهودية .. من امثال الاخ المعلق الدالاتي .

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 08/06/2009 17:44

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : تتّسم المواقف الأوروبية تجاه العرب بالفردية ، ولا تأخذ الطابع الاستراتيجي بالرغم من العلاقات التاريخية والمصالح المشتركة ، وبهذا أقول : 1 - أشجع موقف أوروبي كان من الرئيس الفرنسي شارل ديغول ، وصرنا نتعامل مع ظاهرة (ديغولية) مذّاك الموقف المشرّف عام 1967م ، والموقف الفرنسي من احتلال أمريكا للعراق كان على نفس السياق ، ولكن الديغولية التي (شخصنها) الرئيس شيراك لاحقاً لم تصمد أمام الجموح الأمريكي ؛ 2 - حاول العرب إعطاء أوروبا الدور الذي يتناسب مع حجمها ، لكن دون طائل ، والكل يذكر ما انجزه الرئيس الراحل حافظ الأسد عام 1996م ، وخلال تفاهم نيسان بين حزب الله وإسرائيل ، وإعطاء فرنسا الدور الموازي للدور الأمريكي في ذلك التفاهم ، ومع ذلك تنازل الفرنسيون عن دورهم دون مقاومة ! 3 - ما تحتاجه أوروبا هو أن تكون (سيدة قرارها) لا أن تكون ظلاً لأمريكا ؛ 4 - أوروبا بحاجة لقيادات سياسية على قدر كبير من المسؤولية ، لا قيادات من نوعية برلسكوني الذي لا همّ له سوى المغامرات العاطفية وعمليات التجميل !

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 08/06/2009 23:52

نحن في سوريا لنا موقف واضح وثابت وخيار إستراتيجي من العملية السلمية و نعمل بهذا الإتجاه بما يحقق الإستقرار بالمنطقة بعكس الموقف الأوروبي الأمريكي المتغير لأهواء القيادة هنا أو هناك . لو لأوروبا سياسة مستقلة عن السياسة الأمريكية لماذا مازال الحصار بكل أشكاله على سوريا؟ لماذا وضع إسم سوريا على لأئحة الدول الداعمة للإرهاب؟ هل هم يريدون فرض سلام بشروطهم وتحت الضغط؟وإلا ماذا يسمى كل هذا؟ هل يكون السلام تحت الحصار؟ ليكون الحوار بناء يجب أن يكون إنفتاح في المجالات كافة وعلى جميع الأصعدة دون وضع شروط مسبقة.كيف نحن نتكلم عن الشراكة وهم يفرضون علينا حصارا وأعمى من لايرى كل هذا. متى كانت أوروبا تعطي دروس بما يجب تفعله الولايات المتحدة؟؟؟ اختلفت أوروبا مع الولايات المتحدة بشأن الغزو للعراق!!و اتفقوا علينا نحن في سوريا فيما بعد.الخير من أنفسنا والشر من هناك.

الطورنجي وفيق ، الضيعة  |  البواب اوباما والمهرج ساركوزي | 09/06/2009 11:42

لا اعرف يا عم اسعد ما هو حجم المسخرة التي وصل اليها الموقفين الاوربي والاميريكي حيال قضية الشرق الاوسط الشائكة ، بحيث ان اعلى سقف للمطالب وصل اليه الطرفين هو وقف الاستيطان ، وكأنه اعتراف من كلا العملاقين الضعيفين بالامر الواقع ، الا وهو استمرار الاحتلال وبقاء المستوطنات لكي تكون احد اعمدة استمرار الاحتلال ، اين هو الصوت العالي الذي يطالب بالانسحاب الشامل من الاراضي العربية المحتلة عام 67، الم يكن هذا هو الاساس من اجل احلال السلام العادل الذي تنشده شعوب المنطقة ، ام ان هذه الشعوب اصبحت مخدرة بحيث تنتظر خطاب البواب اوباما الحماسي على احر من الجمر من اجل التصفيق على وعود كاذبة لن تتحقق الا بالمقاومة ، هذه الوعود المزيفة هي اقامة دولة فلسطينية تعيش جانبا بجنب مع اسرائيل حسب ادعاء البواب اوباما ، انها معزوفة كانت وما زالت تردد على مدى عشرين سنة تقريبا دون ان يتحقق شئ ، بحيث صدقها الجميع حتى قواد العدو الاسرائيلي باتوا يرددونها ، من اجل الضحك على محمود عباس لكي يطل علينا ببسمته البريئة والساذجة . لقد كان بالاحرى على البواب اوباما والاراكوز ساركوزي هو المطالبة بتفكيك المستوطنات جميعها والمطالبة بحق العودة ثم اقامة سفارتين اميريكيتن واحدة في القدس الشرقية واخرى في الغربية لكي يكون السلام عادلا وشاملا ومستقرا . الا اللعبة مكشوفة لغالبية الجميع الذي يريد دفن رأسه في الرمل من اجل عدم رؤية الحقيقة التي بات يخاف منها هذا الجميع ، وهي ان العدو الاسرائيلي لا يريد السلام ، وانما يريد التوسع والخراب والدمار ، فقد نشأ على ذلك وسيبقى كذلك ايضا الى ان يحين موعد اجتزازه . لهذا كان ومازال الموقف السوري هو موقف الحذر والتريث ، لانه لايوجد نصف سلام ونصف حرب ، فاما السلام باستعادة الجولان كاملا الى بحيرة طبريا ، او حالة الحرب وعدم الاستقرار في ظل التمديد لعملاء اسرائيل وامريكا.. جماعة الحرية والسيادة والاستقلال جماعة 14 حمار .مع الاعتذار من جريدة الثورة ، لان كلمة حمار ليست عيبا فقد ورد اسم هذا الحيوان المطيع في القرآن الكريم .

سعيد السوري - البحرين |    | 09/06/2009 15:19

نعم يا سيد كامل من القامشلي فإن السيد دالاتي يروج لبدعة المحرقة اليهودية - علا وعسى يأخذ جائزة - فقد ارسل مبروكاته بالثلاث أيضاً للتهنئة بالفوز الى فريق السلطة العميلة في لبنان 14 آذار عبر احدى الجرائد العربية - وما ادراك ما هي درجة عمالة 14 آذار .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 791
القراءات: 820
القراءات: 811
القراءات: 903
القراءات: 750
القراءات: 871
القراءات: 816
القراءات: 860
القراءات: 791
القراءات: 836
القراءات: 741
القراءات: 829
القراءات: 828
القراءات: 791
القراءات: 832
القراءات: 963
القراءات: 699
القراءات: 1008
القراءات: 1167
القراءات: 902
القراءات: 860
القراءات: 1186
القراءات: 1074
القراءات: 855
القراءات: 1014

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية