اذ لا يختلف اثنان على ضرورة مثل هذا الانتقال الذي يحتاج الى الكثير من مواكبة التطورات العالمية التي تجعل من الصناعة السورية مثارا للاعتزاز بها حيث نجح جزء من هذه الصناعة لاسيما في مجال الملابس من فرض وجودها في تلك الاسواق الامر الذي يقابله اعتماد اكبر على صناعة تعتمد المراحل الاولية مثل صناعة الغزل والنسيج كي لا تذهب هذه الصناعة وتعود الينا بقيم مضافة عالية بعد تصنيعها.
واذا قلنا ان هذا النجاح لا يزال محصورا بمبادرات محدودة الا انه يعطي النموذج عن اهمية التفكير الجدي باتجاه ادخال قيم مضافة الى صناعتنا المحلية وهذا ما يجعل وزارة الصناعة تطرح شعارا مواكبا لصنع في سورية هو (صنع من اجل التصدير) وذلك ينطوي على دعوة صريحة لقطاعات الانتاج ان تبحث في متطلبات الصناعة المعدة للتصدير لانها ستكون امام منافسة لا يستهان بها امام تدفق السلع والبضائع الى الاسواق المستهدفة وصنع من اجل التصدير شعار مهم لكنه ينطوي على مخاوف مشروعة عندما يكون التصدير هدفا اساسيا لصناعاتنا ولا تعطى اولوية في ذلك لحاجة الاسواق المحلية وجمهور المستهلكين, وقد سبق ان قدم لنا تقديم التصدير كاولوية النماذج السلبية التي جعلت منتجينا يتطلعون الى ما يريده الامر ويتركون اسواقنا لبضائع ومنتجات من درجة ثانية هذا اذا لم يتركوا الاسواق المحلية بتعطش دائم لصناعة بلدنا لان عيون الصناعيين ستتوجه الى خارج الحدود وهذا ما يستدعي ان نكون عادلين في اطلاق شعاراتنا الصناعية..فأبناء الوطن بالتأكيد يستحقون بضاعة جيدة.