تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في خطأ الحسابات

إضاءات
الاثنين 23-10-2017
د.خلف علي المفتاح

لم يكن في حسابات الإسرائيلي وحلفائه أن سورية ستخرج منتصرة في الحرب التي شنت عليها بأدوات متعددة وعناوين مختلفة في الشكل ومتفقة في المضمون

ولعل إطالة أمد الصراع كان أحد اهم أهداف إسرائيل بحيث يبقى الجرح السوري نازفا ويستنزف معه كل القوى التي تقف في صف الدولة السورية إضافة لتدمير كل ما انجزه السوريون من عمران وبنوه من مؤسسات تربوية وصحية وخدمية واقتصادية ما يعني بالمحصلة تراجع سورية عشرات السنين إلى الوراء دولة هزيلة محطمة غير قادرة على القيام بدورها ووظيفتها في الرعاية والأمن وخارج معادلة الصراع في المنطقة وموازين القوى فيها .‏

لقد تفاجأ محور العدوان على سورية بانها استطاعت بإمكاناتها الذاتية ومساندة حلفائها وأصدقائها أن تواجه العدوان وتحتويه وصولا لإلحاق الهزيمة النهائية به ما اسقط كل حساباتهم وجعلهم يعيدون النظر بما وضعوه من سيناريوهات إلى درجة أن العدو الصهيوني قد بدأ يطلق التهديدات ويتوعد بعدوان على كل من سورية ولبنان بذريعة تلافي الخطر المحدق به بعد اعترافه وإقراره بانتصار سورية ومحور المقاومة الذي اصبح أكثر تماسكا وخبرة عسكرية بعد الذي جرى مع الإصرار على مواجهة العدو الصهيوني دونما مغادرة لثوابته وأولوياته أو حرف لبوصلته في تحديد الصديق من العدو .‏

إن الرد السوري على الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية واستهداف الطائرات التي قصفت بعض المواقع العسكرية شكل صدمة قوية للقيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل وادخلها في متاهة الحسابات والخوف من القادم والقناعة بأن سورية وحلفاءها سيكونون أكثر قوة وتصميما على المواجهة حتى تستعاد كافة الأراضي العربية المحتلة و حقوق الشعب العربي الفلسطيني لاسيما ان حالة الأمل والثقة بالنصر عادت بقوة إلى جماهير وشعوب المنطقة وأخرجتها من حالة اليأس والإحباط التي تشكلت نتيجة ما اجتاحها من حمى إرهاب وعنف وتمزق لم تشهد له مثيلا في تاريخها .‏

لقد اعتقد العدو الصهيوني انه سيعيش حالة من الاسترخاء التي تمكنه من تحقيق كل أهدافه العدوانية بعد الذي جرى في سورية تحديدا لأنها كانت تشكل بالنسبة له القوة الحقيقية التي حالت دون تحقيق أحلامه التوسعية وتمكينه من فرض شروطه الاستسلامية على الدول العربية كما فعلها مع حكومات مصر والأردن والسلطة الفلسطينية ولكنه وقع في خطأ الحسابات والأوهام فسورية لم ولن تغادر ثوابتها بل هي اليوم وبالرغم من كل ما جرى اكثر تمسكا بتحرير الأرض واستعادة الحقوق ومؤهلة أكثر من أي وقت مضى على ريادة وقيادة محور المقاومة الذي اصبح اكثر تماسكا وتعاضدا والتحاما وقوة وثقة بالنصر .‏

إن ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات متكررة على بعض المواقع العسكرية في سورية بحجج وذرائع مختلفة لن يمر بدون حساب ولعل ما جرى من تعقب لطائراته المعتدية في الأجواء اللبنانية هو رسالة واضحة لمطبخ القرار فيه مفادها أن قواعد اشتباك جديدة قد بدأت تتشكل وان عصر العربدة الإسرائيلية واستباحة الأجواء والحدود قد اصبح من الماضي ما يعني أن عليه أن يعيد حساباته حال إقدامه على ارتكاب هكذا حماقات في المستقبل ويتحمل كلفة وتبعة ذلك وتداعياتها .‏

khalaf.almuftah@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خلف المفتاح
خلف المفتاح

القراءات: 11427
القراءات: 1124
القراءات: 881
القراءات: 1036
القراءات: 904
القراءات: 969
القراءات: 990
القراءات: 945
القراءات: 1012
القراءات: 965
القراءات: 1028
القراءات: 941
القراءات: 970
القراءات: 1007
القراءات: 1060
القراءات: 1020
القراءات: 1125
القراءات: 1098
القراءات: 1017
القراءات: 1077
القراءات: 1025
القراءات: 1049
القراءات: 1078
القراءات: 1104
القراءات: 1368
القراءات: 1258

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية