ان النقص الكبير في الكميات خلال الفترة الماضية أدى الى جملة مشكلات ابرزها ارتفاع وتيرة الخلل و الفساد في التوزيع واللعب بالأسعار من قبل ضعاف النفوس وتجاّر الأزمات وحصول فوضى و ازدحام و معاناة و ارتفاع اجور النقل العام و تأخير كبير في تأمين مادة المازوت لصالح التدفئة في المنازل خاصة في المناطق الجبلية التي يخيم الطقس البارد عليها قبل غيرها مثل ريف بانياس و القدموس وبرمانة والشيخ بدر والدريكيش و صافيتا والمشتى في محافظة طرطوس.
هذا النقص وتبعاته السلبية مضافا اليه رفع سعر المادة رسميا الى 80 ليرة لليتر قبل عيد الأضحى مباشرة ستكون له المزيد من التداعيات المؤلمة على كل مناحي الحياة في سوريا بشكل عام و على المواطنين الفقراء و ذوي الدخل المحدود منهم بشكل خاص ..
إضافة لاستمرار حالات الفساد من قبل الكثير من أصحاب محطات الوقود و المشرفين عليهم وبعض المتنفذين وتجار الأزمة المرتبطين معهم ستستمر معاناة المواطنين المجبرين على التنقل من الريف الى المدينة و بالعكس للالتحاق بوظائفهم او جامعاتهم أو مدارسهم او لقضاء حاجياتهم المختلفة ..خاصة وان وسائل النقل العام قليلة جدا وتعيش حالة من الفوضى في تنظيم حركتها.. كما ستسستمر المعاناة في نقل وشحن البضائع الواردة الى المرافئ السورية باتجاه السوق الداخلية او الخارجية (ترانزيت) رغم الجهود المبذولة من الجهات المحلية للحد منها قدر الامكان ...وستزداد حالات قضم وتقطيع اشجارنا و غاباتنا الطبيعية والاصطناعية من اجل التدفئة عليها نتيجة عجز الكثير من المواطنين في ريفنا عن شراء المادة اولاً لضعف القوة الشرائية لديهم و ثانيا ًلغياب المادة حتى الآن بأسعارها الرسمية ....الخ !!
صحيح أن الحرب العدوانية والضغوط والعقوبات الاقتصادية على بلدنا إضافة لتراجع إنتاجنا من النفط الخام لحدود العدم بسبب الإرهاب وداعميه وإنخفاض الموارد المالية كثيراً تقف وراء مانعانيه وكانت السبب الرئيس لإتخاذ الحكومة قرار رفع سعر المازوت والبنزين..لكن الصحيح أن المواطن على قناعة أن الحكومة ومؤسساتها المعنية بإمكانها أن تخفف من معاناته كثيراً فيما لو قام القائمون على تلك المؤسسات بواجبهم على أكمل وجه وفيما لو تمّ وضع آليات أفضل لتأمين المادة وتوزيعها ومراقبتها ومحاسبة المتاجرين بها والضرب بيد من حديد على من يثبت فساده في مجالاتها..وفيما لو تمّ وضع هيكلة جديدة للدعم نبعد من خلالها كل من لايستحقون هذا الدعم لصالح من يستحقونه..ولن أضيف!