التي تستدعي تبدلاً في العمل الإداري, حتى إن البعض من الذين استهوتهم الكتابة وبكثافة عالية ولافتة حول إمكان النهوض إدارياً في عمل مؤسساتنا أو من أولئك الذين بادروا في تنظيم الندوات واللقاءات, تركوا انطباعاً لدى الناس العاديين أو حتى في وسائل الإعلام, على أن آليات العمل الإداري بأدواته القديمة والمتخلفة (من وريقات وغيرها) ذهبت إلى غير رجعة, ولغة التسويق والمماطلة في إنجاز المعاملات الرسمية ستشهد بدورها انحساراً إلى حدود التلاشي والتبدد مثل زبد البحر.
في مواجهة كل هذه الوعود واللغو الجميل في مناسبة أو غير مناسبة ماذا عن مشوار الإصلاح الإداري? وأين هو الحصاد أو البصمات الإيجابية التي يمكن التباهي بها في هذه المؤسسة أو تلك?.
أسئلة كثيرة يمكن توالدها ما خصّ الإصلاح الإداري والحضور الكثيف لهذه الأسئلة, يتكئ على حقيقة لا تقبل الجدل, وهي أن أي فعل أو سلوك غير سليم يحيط بهذه المؤسسة أو تلك يعود إلى استمرار الخلل في آليات العمل وعدم القدرة على التجديد والخروج بأداء مختلف عن سابقه.
وإذا كان الهدف الأساسي والجوهري في الإصلاح الإداري يتمثل في تبسيط الإجراءات, فإن هذه الإجراءات بمنظور الكثيرين ما زالت تعاني عيوباً ونواقص في كثير من الممارسات التي تواجه عمل بعض المؤسسات العامة, إن لم نقل جميعها, والإنسان العادي الذي يتوجه إلى مؤسسة بعينها لإنجاز معاملة, لا بد أن يواجه تعقيدات تفوق ما كان قائماً في زمن مضى, مع ذلك ما زالوا يطربوننا وإلى الآن بأسطوانة الإصلاح الإداري وسواها من المصطلحات والعناوين ذات اللغو الجميل!.
Marwanj@ureach.com