تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


انعكاسات

على الملأ
الأحد 21/9/2008
مصطفى المقداد

أتساءل ومعي كثيرون بشأن انعكاسات الأزمة المصرفية الأميركية الناجمة عن أزمة الرهن العقاري التي سمحت بتمويل العقارات بنسب كبيرة دون أن يكون المستدينون قادرين على السداد خلال الفترة المستحقة.

فهل لهذه الأزمة منعكساتها على أداء اقتصاداتنا في المناطق والدول النامية وعلى الدول العربية بشكل خاص.‏

بداية ظهر الأثر الأسرع في بورصات وأسواق المال الخليجية التي تراجعت مؤشراتها بشكل لافت وظهر الضوء الأحمر على جميع أسهمها ولم يستثن منها شركة.‏

والسبب هنا يعود لعامل رئيسي وهو ارتباط عملات هذه الدول بالدولار وتأثرها به فضلاً عن فقدان الثقة المفاجئ بقدرة النظام المالي والمصرفي الأميركي على تجاوز أزمته خلال فترة قصيرة وهو ما بدا واضحاً من خلال قرارات مجلس الاحتياط الفيدرالي من تخفيض لسعر الفائدة من جهة وضخ أكثر من 40 مليار دولار والتوصية بشراء المؤسسات الخاسرة (بيري لنش) وطرح سندات خزينة في محاولة لجني أرباح تعويضية وسحب أكبر قدر ممكن من السيولة النقدية من السوق للتحكم في حركتها وحركة التحويل والتمويل.‏

ولم تقتصر الآثار على أسواق المال والبورصة لكنها انعكست على بقية القطاعات والأنشطة فقد ترافقت هذه الأزمة مع تراجع أسعار النفط الى ما دون المئة دولار في ظل انخفاض سعر صرف الدولار نفسه أمام سلة العملات في وقت حقق فيه أرباحاً غير مسبوقة أمام اليورو منذ أكثر من عشرين شهراً أي أن الأزمة ترافقت مع انتكاسة في سعر الصرف خالفت توقعات الاقتصاديين الذين تنبؤوا في عواقب وعقابيل أزمة الرهن العقاري التي أفضت الى اعلان افلاس الكثير من المؤسسات المالية والعقارية.‏

وهكذا فإن الدول المنتجة والمصدرة للنفط واجهت مشكلة في تنفيذ خططها الاقتصاديةالتي اعتمدت في تقديراتها تسعيراً للنفط يقارب 150 دولاراً وسعر صرف للدولار مستقراً في مواجهة منطقة اليورو اليابان بصورة أساسية وهكذا فإن قسماً كبيراً من الاحتياطات النقدية في الدول العربية المنتجة للنفط أخذت طريقها الى التعويض عن الخسائر المقدرة فانخفضت الاحتياطات من العملات الصعبة أمام استحقاقات الدفع المخصصة للاستيراد.‏

أما بقية الدول فإنها لن تنأى بنفسها عن التأثر مهما حاولت الابتعاد لأن انخفاض سعر صرف الدولار أمام اليورو سوف يزيد من أعباء الاستيراد وخاصة بالنسبة للدول التي لا تعتمد على اليورو في احتياطاتها من العملات الصعبة أو التي تقتصر على الاعتماد على الدولار وحده.‏

وعلى الرغم من التأثير السيئ لهذه الأزمة المالية والمصرفية إلا أن فائدة ما أصابت أحد الأطراف في الولايات المتحدة نفسها فهي قد رفعت نسبة المؤيدين للمرشح الديمقراطي باراك أوباما وذلك بسبب مسؤولية الادارة الجمهورية وسياستها المالية التي تمثلت في المزيد من الأزمات وفي حين انتهى عهد كلينتون قبل ثمانية أعوام بوجود فوائض اقتصادية تعادل 176 مليار دولار فإن بوش يترك البيت الأبيض والحكومة تواجه عجزاً يتجاوز 400 مليار دولار وربما تكون الأزمة سبب الكارثة التي سيمنى بها الجمهوريون في تشرين القادم.‏

تعليقات الزوار

فريدمحمد سليمان المقداد |  fareedmekdad@gmail.com | 21/09/2008 01:48

بداية أتوجه بالشكر الجزيل لعميد صحافتنا السورية على هذا العرض الدقيق والذي ينم عن فكر اقتصادي عميق ،لكنني أرى أن الحديث عن أزمة تقود إلى كارثة في الاقتصاد الأمريكي سابق لأوانه حيث أن الاقتصاد الأمريكي يمثل ثلث اقتصاد العالم ،ناهيك عن عدم تأثر الولايات المتحدة الأمريكية كدولة منتجة ومستهلكة للنفط بتقلبات سعر الخام حيث أنها تدفع فاتورتها بعملتها الوطنية،وانخفاض سعر صرف الدولار سوف يسهم بشكل كبير في تخفيض العجز التجاري الأمريكي نتيجة انخفاض أسعار السلع الأمريكية مقابل ارتفاع مثيلاتها الآسيوية والأوروبية، ومن ثم فإن السياسة البراغماتية الأمريكية قادرة على تجاوز أزمة الرهن العقاري وامتصاصها ،بقي القول( لنا جلساء ما نمل حديثهــــــــــــم ... ألباء مأمونون غيباً ومشهدا)(يفيدوننا من علمهم علم ما مضى ... وعقلاً وتأديباً ورأياً مســددا)

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11639
القراءات: 952
القراءات: 888
القراءات: 867
القراءات: 906
القراءات: 931
القراءات: 974
القراءات: 896
القراءات: 947
القراءات: 1008
القراءات: 966
القراءات: 957
القراءات: 976
القراءات: 975
القراءات: 979
القراءات: 1074
القراءات: 1008
القراءات: 1057
القراءات: 1065
القراءات: 1046
القراءات: 923
القراءات: 993
القراءات: 1040
القراءات: 1043
القراءات: 954
القراءات: 1092

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية