تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإفلاس الأخلاقي..

الافتتاحية
الأحد 21/9/2008
بقلم رئيس التحرير: أسعد عبود

إذا كان ما شهده العالم خلال الأسبوع المنصرم مجرد صدمة مالية, حتى ولو بحجم (تسونامي) فإن الحل بالضخ المالي فعلاً, ورغم أن الضخ المالي بالمليارات والتريليونات في أسواق العالم, قد نجح -مبدئياً- في إظهار حالة هدوء ما بعد الصدمة, إلا أن مفعول ذلك كله لن يتجاوز فعل المسكن المؤقت, والزلزال المالي الذي أحدثته فقاعة الرهن العقاري مرشح للعودة دائماً..

ما يحتاجه العالم في ظل الرأسمالية هو الإصلاح الاخلاقي.. وضخ العدالة والإنسانية والسلام في شوارع العالم قبل الضخ المالي. حتى زعماء الرأسمالية وقادتها وأصحاب قرارات المليارات والتريليونات, غير مقتنعين بأنهم وصلوا للحل.. ورغم هدوء العاصفة المزعوم يتحدثون عن غياب الثقة والمخاطر والتحديات.‏‏

إنه الإفلاس الفكري للرأسمالية مرة أخرى..‏‏

إفلاس ما سمّوه (النظام العالمي الجديد) الذي تحدثوا عنه بعد سقوط الاشتراكية, وقالوا: إن الرأسمالية تجدد شبابها على أساسه.‏‏

لكن الرأسمالية التي تجمّلت -في الماضي وإبان المواجهة مع الشيوعية- بالعدالة وحقوق الإنسان, وتقربت من البشر بدعاية الحرية والاخلاق الصادقة, وشكلت لنفسها من خلال ذلك درعاً يحميها, وحربة تواجه بها خصومها.,فانتصرت وأعلنت سيطرتها على العالم ..تجاوزت كثيراً المعايير التي تغنت بها واتخذتها سلاحاً لمقاومة خصومها, العدالة.. الحرية.. حقوق الإنسان..مكافحة الفقر..و.. السلام, واعتمدت منهجاً لا أخلاقياً في قيادة العالم, تراكمت مشكلاته إلى أن أحدث اليوم هذه الصدمة (التسونامي المالي) الذي وإن تراجع يوماً, إنما سيتراجع ليفسح الطريق لتسونامي آخر.. مالم تتم العودة إلى الاخلاق الإنسانية في إدارة حياة البشر..‏‏

الصورة الأوضح للرأسمالية اللاأخلاقية كانت الإدارة الأميركية في ظل الرئيس جورج دبليو بوش, الذي نراه اليوم يلوذ بالمليارات والتريليونات للتدخل في السوق الرأسمالية كي لا يودِّع البيت الأبيض والعالم يرزح تحت متوالية كوارث.‏‏

إن الذي تواجهه الرأسمالية العالمية اليوم ليس روسيا ولا الصين أو إيران ولا أميركا اللاتينية.. بل ستواجه نفسها وقدرها.. وحاجة العالم الملحة إلى ثورة فكرية, يساهم فيها رأسماليون بدأت أصواتهم تتحدث بوضوح عن السر فيما يجري وعن فساد المنهج ومنهجة الفساد ولا أخلاقية السلوك.‏‏

أليس فساداً ممنهجاً أخلاقياً ومالياً, أن يتحمل دافعو الضرائب الأميركيون تريليون دولار (1000 مليار) لإنقاذ مؤسسات (استعبادهم) الرأسمالية?!.‏‏

والأمر نفسه بالنسبة لكل الدول الأخرى دون استثناء التي تلجأ للأسلوب نفسه, وعوضاً عن البحث عن منهج عمل علمي أخلاقي يقضي على الفساد وتجار الحروب واحتلال البلدان والشعوب.. توجهوا لمكافأتهم.. وتحميل أبناء البشر فوق كل ما يعانونه مع الرأسمالية (المتجددة) تحميلهم المسؤولية..? واقتطاع ثمن الاصلاح من أموالهم..?!‏‏

العالم ليس في مأزق أو أزمة.. لأن طبيعة المأزق أو الأزمة أنها محددة بالزمان -فترة وتمر- لكن ما يواجهه العالم مع الرأسمالية مستمر لأنه ناجم عن بنية وتوجه وفساد وانعدام السلوك الاخلاقي..‏‏

ماذا نفعل نحن..?!‏‏

هل يكفينا موقف المتفرج..?!‏‏

مهما كان بعد المسافة الذي يفصلنا عن مركز الانهيار الرأسمالي (ولسنا بعيدين) لن يكفينا موقف المتفرج.. ولا تصريحات بعض المسؤولين بأن تأثرنا بما يجري سيكون خفيفاً!! بل إن هذه التصريحات تخيف.. من حيث إنها تشعرنا أننا نحتاج موقف المتفرج فقط.. وإذا كان هناك شك في أن الدول البعيدة عن الارتباط بالمركز الرأسمالي أقل تأثراً.. فهذا لا يعني أنها لن تتأثر.. ويجب ألا ننسى أنها أقل تحملاً أيضاً..‏‏

نحن معنيون بما يجري.. معنيون على الأقل إلى درجة نحول دون تصريف الكارثة على حسابنا..‏‏

كيف..?‏‏

لا أعرف..‏‏

إنما افترض أن أصحاب القرار الاقتصادي المالي يعرفون..?! وأفترض أنها طالما هي حكاية فساد وتراجع اخلاقي.. فإن في اعتماد منهج الاخلاق ومحاربة الفساد عندنا, أحد أهم الموانع كي لا تصدّر لنا الأزمة بشكل فاحش ومرعب.‏‏

تعليقات الزوار

A.S |    | 22/09/2008 00:44

انما الأمم الأخلاق مابقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية