تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(ديستوبيا)..

رؤيـة
الاربعاء27-8-2014
سوزان إبراهيم

عرّف اليونانيون الـ «ديستوبيا» بأنها (المكان السيّء الذي يعيش فيه البشر غير المرغوب فيهم، وفيه يُتركون لمصيرهم المحتوم خارج عطف الآلهة وبقية البشر)، هل من وصفٍ أكثر دقةً من هذا لما يجري على ساحة سورية ومعظم بلدان العرب؟

قامت الأعمال الروائية التي انضوت تحت اسم «أدب الديستوبيا» غالباً على وصف المستقبل القاتم للبشرية على خلفية الحروب والمآسي الكبرى التي خاضتها البشرية بسبب تحويل الإنسان إلى مجرد رقم وانتهاك حرمته.‏‏

تبدو مفردة «ديستوبيا» متناقضة كلياً مع مفردة «يوتوبيا» التي قد تعني المدينة الفاضلة أو الجنة.. ربما هو الفرق بين الجحيم والجنة, ولكن كم هو مذهل ومؤلم أن يكون الوطن هو هذا المكان بعينه! المكان القادر أن يكون مرةً «دستوبيا» فيبدو وكأنه مرمي خارج رحمة العالم, ومرةً «يوتوبيا» -بالنسبة لمشاعر الانتماء والحنين واعتباره جنة المنتمي إليه كليةً-.‏‏

في عام 1932 ظهرت رواية «عالم جديد شجاع» لـ «ألدوس هكسلي» وتدور أحداثها في عام 2540، فما الذي يتشابه بين عالمنا اليوم وعالم ألدوس هكسلي الذي تتحكم فيه إرادة العلم بشكل كامل؟‏‏

ما يجمع هنا بهناك أن ثمة إرادة عليا سياسية أو دينية أو علمية أو معرفية تتحكم بمصير الإنسان وتحيله إلى روبوت.‏‏

في «دستوبيا» هذا العالم لا أحد يطمح إلى تبلور الفردية والاختلاف الشخصي, والجميع يدعو بقوة إلى الجماعة والتشابه والاستقرار- الذي يعني دوام الحال على ما هو عليه- وكذلك عالم 2540 فكم سننتظر لنعيش عصر الإنسان الحق خارج الديستوبيا واليوتوبيا أيضاً؟!‏‏

suzan_ib@yahoo.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سوزان ابراهيم
سوزان ابراهيم

القراءات: 1457
القراءات: 1396
القراءات: 1626
القراءات: 1536
القراءات: 1614
القراءات: 2009
القراءات: 1424
القراءات: 1545
القراءات: 1525
القراءات: 1593
القراءات: 1519
القراءات: 1637
القراءات: 1591
القراءات: 1533
القراءات: 1600
القراءات: 1637
القراءات: 1610
القراءات: 1645
القراءات: 1648
القراءات: 1596
القراءات: 1618
القراءات: 1658
القراءات: 1677
القراءات: 1686
القراءات: 1640

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية