عبارة متماسكة مرصوفة, سهلة وبسيطة ومفهومة, أطلقها الرئيس باراك أوباما أمس في إطار إعلانه عن الكيفية التي يفكر بها الأميركيون لمواجهة خطر داعش وتمدداته في سورية والعراق, غير أن إعراب العبارة وتصريف مفرداتها والبحث عما له محل فيها من الإعراب وعما ليس له هو الأهم من العبارة ذاتها.
فمن الواضح والمعرب بالرفع في محل الفاعل أن أوباما يرفض جر جنوده إلى حرب جديدة في العراق من أجل حرب داعش ومواجهته, إذ لماذا يفعل ذلك إذا كان ثمة من يقوم بدورهم وبفعالية أكبر قتلاً وتخريباً وتدميراً وفي العراق وسورية معاً؟! سواء بالتوجيه الذكي للروبوت الداعشي الغبي أم بتوكيل الذيل والحليف بخدمات السمسرة والوساطة دون عمولة, لكن غير الواضح هو أعضاء التحالف الإقليمي الذي يقصد أوباما تشكيله منهم ودعمه, فمثل هذا التحالف قائم بالفعل وليس جديداً على الإطلاق, بل إنه عامل وبفاعلية كبيرة منذ ثلاث سنوات, وقد أدى إلى ما أدى إليه من قتل عشرات آلاف السوريين وتدمير وتخريب البنى التحتية والخدمية السورية!
فإذا كان التحالف الإقليمي المقصود أوبامياً يضم السعودية وقطر وتركيا, وهو كذلك بالتأكيد سواء زاد أو نقص, فإن المقصود به حينئذ هو استكمال ما عجز هذا التحالف عن تنفيذه في سورية والعراق طوال السنوات الثلاث الأخيرة.. اللهم إلا إذا كان الرئيس أوباما يستشعر خطر داعش الحقيقي ويريد فعلاً درء الخطر عن بلاده, وإذا كان التحالف الإقليمي إياه سيضم سورية والعراق في إطار احترام سيادة البلدين الكاملة, فإن من البديهي في هذه الحال أن يوعز الرئيس أوباما للأعضاء الآخرين في التحالف إياه, بضرورة كف يدهم تماماً عن دعم داعش وتمويله وتذخيره بالسلاح والتحريض.. وحينئذ يكفي أن تترك سورية والعراق ليقتلعا أشواكهما بأيديهما وهما قادران على ذلك بعد تجفيف أنهار الدعم السعودي القطري التركي لداعش.
المسألة باتت في غاية البساطة, والإعراب ممكن وبنجاح لما قاله أوباما من عبارات ومفردات إذا توافرت أدوات الكف والنهي الأميركية لتلك الأيدي العابثة.. وإلا فالنصب والجر قائم وجار!!