تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مشروع قانون الأحزاب فرصة الحوار الوطني

حديث الناس
الأحد 30/10/2005م
خالد الأشهب

خطوة كبيرة في التطوير السياسي ان يكون ثمة قانون للاحزاب في سورية ينظم الحياة السياسية ويدخل الطيف السياسي السوري كله على وجه التقريب في الحوار الوطني, لكن الخطوة الأكبر أن يعرض مشروع القانون ذاك الى النقاش العام, ووفق المنهج الذي اقرته اجتماعات اللجنة المركزية لحزب البعث مؤخراً, ويترجم بالطبع اهم التوصيات التي انتهى اليها المؤتمر القطري العاشر للحزب.

غير أن الامر لاينطوي على قدر كبير من السهولة واليسر, بل لاينبغي ان يكون كذلك, فبعض المناقشات من هذا النوع استمر لسنوات طويلة في بعض البلدان, واحتاج قدراً من التعديلات, حذفاً واضافة, قدراً مماثلا من الزمن, وبحيث تأتي النتائج تعبيرا عن الاحتياجات الاساسية للمجتمع السياسي المعني بالمشروع, من حيث المكونات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يتشكل منها, وليس نقلا اعتباطياً او اقتباساً لقوانين أخرى في بلدان ومجتمعات مختلفة من حيث تلك المكونات, ولا قفزاً او انتقالاً غير متدرج يأخذ بالشكل على حساب المضامين المتوخاة, فالتعددية الحزبية تعبير سياسي تنظيمي لحالة اجتماعية اقتصادية ثقافية وليس العكس.‏

المهم أن الحالة الصحية التي أسست لها اللجنة المركزية لحزب البعث بالامس والتي اطلقها من قبل المؤتمر القطري العاشر, لاينبغي لها ان تكون جسرا الى التفتيت والتناقض في ارضية القرار الوطني وبناه التحتية الاساسية, بل أن تشكل هي تلك الارضيات والبنى نحو مزيد من تماسك وصلابة الحالة الوطنية, وبالطبع, فإن النقاش العام المدعو اليه لبحث مشروع قانون الاحزاب الجديد, خاصة اذا كان مستفيضا وشاملا وعقلانيا, سوف ينتج الكثير من آليات التجميع والتكثيف, بحيث يأتي الاكثر تعبيرا عن الهم الوطني, وبضمنه الطيف السياسي الواسع من حيث الوعي والضيق من حيث التمثيل والتعددية الحزبية .‏

الجميع مدعوون اليوم الى النقاش حول مشروع القانون, وبالتالي, حول بناء ارضيتة الوطنية في هامش من الحرية هو هامش الانتماء الى الوطن اولا, وهو هامش المواطنة الممتد في كل مساحة ذلك الانتماء, وتجاوز كل ماقبل ذلك من انتماءات دينية او عرقية, فالوطن اكبر من هذه وتلك وكذلك المواطنة .‏

انها فرصة حقيقية وتاريخية لبناء صرح وطني هو المقدمة في كل عملية اصلاح وتطوير, وهو التربة لوعي سياسي متطور ومتبلور لاينبغي ان يكون متخلفا عن نظيريه في المجالين الاجتماعي والاقتصادي, لاسيما عن ذلك البعد الاجتماعي الذي لازمناه لاقتصاد السوق .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 1021
القراءات: 883
القراءات: 1112
القراءات: 1305
القراءات: 1364
القراءات: 2101
القراءات: 1433
القراءات: 1468
القراءات: 1531
القراءات: 1468
القراءات: 1484
القراءات: 1592
القراءات: 1744
القراءات: 1695
القراءات: 1596
القراءات: 1494
القراءات: 1674
القراءات: 1520
القراءات: 1539
القراءات: 1697
القراءات: 1587
القراءات: 1586
القراءات: 2434
القراءات: 1628
القراءات: 2486

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية