ولم يكتف مجلس الأمن الدولي بموقف المتفرج والتهرب من مسؤولياته في الحفاظ على أرواح المدنيين الأبرياء بل انحرفت بوصلته كما العادة إلى اتجاهات أخرى كما تشتهي سفن أميركا وأطماعها المشبوهة بالمنطقة.
لكن أكثر ما يثير الدهشة بل الاستغراب والاستنكار في آن معاً أن الإدارة الأميركية وتحالفها الدولي المزعوم لمكافحة الإرهاب يقران بين الفينة والأخرى بمجازرهما البشعة بحق السوريين وشعوب المنطقة تحت ذريعة الأخطاء غير المقصودة ولم نجد جهة دولية واحدة تطالب بمحاسبتهم على هذه (الأخطاء) التي تقتل الأبرياء وتدمرهم.
أما الاستهجان الذي يتعدى حدود الاستنكار فإن أميركا وحلفاءها كانوا في يوم من الأيام يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عندما يتعلق الأمر بضحايا بلادهم الذين فقدوا حياتهم بسبب الإرهاب أو حتى (الأخطاء غير المقصودة) إياها ويطالبون الدول بتعويض أهالي الضحايا بل ويلزمونها بالدفع والتعويض وحتى الاعتذار.
اليوم أميركا تقر بكل وقاحة بجرائمها البشعة تحت بند الخطأ المذكور دون أن تكلف نفسها حتى بالاعتذار أو حتى التفكير بتعويض الضحايا الجرحى أو أهالي الشهداء في منطقتنا ليس لشيء بل لأن أميركا ستظل كما هي المتغطرسة والمتعجرفة والتي لا ترى إلا بعين الثور الهائج وتتصرف بطريقة القوة الفائضة.