تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محفل الصفاقة السياسية

الافتتاحية
الخميس 16-8-2012
بقلم رئيس التحرير: علي قاسم

تعود الصفاقة السياسية إلى الواجهة مؤطرة بمحفلها الجديد.. وتستعرض الأكاذيب والفبركات، مقدرتها على خلق الإيحاءات الغامضة والمبهمة،

بدءاً من افتعال المعارك الافتراضية ومروراً بحملة التشويش المتعمّدة في اختلاق الأحاديث، وصولاً إلى هذا الطيف الواسع من الافتراءات التي لم تتوقف.‏

وإذا كان من المفهوم أن الصراخ الذي يعلو والصخب الذي يزداد هو ترجمة عملية للخيبة أو هو ترداد لاستغاثات مرتزقتهم وانعكاس لانكسارات حادة لازمت أطراف المشروع - أصلاء وأجراء - فإن العودة إلى اختلاق مشاهد وتبرير خطوات يطرح المعضلة من بابها الواسع ولا سيما حين تقترن بالبحث عن مبررات تسوّغ التراجع عن الوعود التي أعطيت والتهديدات التي أطلقت.‏

ويتضح ذلك أكثر في الإثارة التي تنطوي عليها الدعوات السياسية، ومحاولات استقطاب الأضواء تحت عناوين كاذبة ومفرطة في افترائها، وخصوصاً حين تصطدم بالدور المشبوه الذي أداه ويؤديه أولئك الساسة في زيادة الانقسامات وتأجيج الصراع، وصولاً إلى الأصابع التي تغوص في الدم العربي والإسلامي على حد سواء.‏

تجارب الأشهر الأخيرة وربما الأسابيع تشي بأن حفلة الأكاذيب التي افتضحت نفسها غير مرة، لم تعد قادرة على تسليك المنافذ المغلقة ولا باستطاعتها فتح الأبواب الموصودة.‏

بالتوازي مع ذلك نرى على المقلب الآخر أن الاستنجاد بالأوراق القديمة تفضي تلقائياً إلى الاستنتاج بأن ما استحدث منها والرهان على التطورات كان رهاناً خاسراً بامتياز.. فالحديث المتواتر عن المناطق العازلة ومن ثمّ إرفاقه بصعوبات تحول دون ذلك، مضافاً إليه وعليه استعراضاً للقوة عبر المناورات أو الحشود، لن يسهم في تهدئة مخاوف مرتزقتهم ولا في تماسك أعصاب متزعميهم ورعاتهم.‏

وحين يحضر الصوت الروسي وسط هذا الحراك المشبوه من أقطاب التآمر، يدفع إلى الجزم بأن المسألة لم تعد متروكة للمصادفة، ولا هي فقط في معايير التجاذب القائمة، وإنما تعتمد على تحديد دقيق للخطوط الحمر التي ترتسم بوضوح، وحين يتم المسّ بها أو الاقتراب منها لابد من الاستماع لهذا الصوت، لأن المسألة لم تعد مجرد افتراق في المشهد بل هي أيضاً انعكاس لتداعيات هذا الافتراق ومرتسماته في القضايا الدولية.‏

وحين تشتدّ الصفاقة السياسية إلى الحد الذي بات يحاكي فيه ساسة «أرذل العمر» المبادرات والحلول بلغة صادمة استهلكت أغراضها ونفاق سياسي فاضح بعد أن اهتزت عروشهم من الداخل..‏

في هذه الصفاقة تتقدم الأكاذيب على سواها، وتمارس دورها المستجدّ بعد أن بدا القديم منها بالياً وفاقداً لتأثيره وقد انفضحت تفاصيله أو ظهرت إلى العلن.‏

وفيها أيضاً تواصل الكومبارسات الادعاء بأداء الأدوار السياسية الكبرى، وتستمر الظاهرة الصوتية في ملاحقة فقاعاتها المتلاشية، فيما يقود المتورم منها أوهامه وأضغاث أحلامه متلبساً بما اقترفته دولاراته.‏

اللافت أن الرابط بين الصفاقة السياسية وحملة الأكاذيب المستعرة يُبرز حالة التدافع بين ساسة الارتهان للمشروع الغربي إلى تبرئة الذمة السياسية بعد أن شعرت بدنو النهاية المحتومة، وتبعثر في ايجاد البدائل، فتتراجع أو تبتلع جزءاً من تصريحاتها ومواقفها وتفتقد المحاججة بما تبقى.‏

ما هو واضح وصريح وعلني أن المصادرة السياسية للمنظمات والهيئات بلغت ذروتها.. وهي كما استكانت لعجزها فيما صادرته سابقاً، بعد أن فشلت في توظيفه، محكوم عليها اليوم بالعجز أيضاً.. وكما استفاقت متأخرة في تعويض فشلها تحت راية «التضامن» تأخرت أيضاً في تلمّس الأعذار والمبررات، لأن القسط الأخير قادم للإيذان بعصر التقهقر الذي يلامس صميم وجوهر ما قدمته جلسات التآمر والغرف المغلقة، وحتى المنابر التي اتخمت بالشهوات والدعوات، ويحاكي أساس الاقتباس الجرمي في عمل التنظيمات ولو كان خجولاً.‏

a.ka667@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 7094
القراءات: 1014
القراءات: 1172
القراءات: 958
القراءات: 959
القراءات: 946
القراءات: 1077
القراءات: 909
القراءات: 847
القراءات: 945
القراءات: 993
القراءات: 878
القراءات: 817
القراءات: 867
القراءات: 1071
القراءات: 950
القراءات: 768
القراءات: 957
القراءات: 979
القراءات: 1039
القراءات: 994
القراءات: 872
القراءات: 1042
القراءات: 951
القراءات: 1082

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية