تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإتجار بالأحلام

من البعيد
الخميس 21-5-2009م
نهلة إسماعيل

يوم أقيمت ورشة عمل لرفع مستوى الوعي حول أبعاد جريمة الاتجار بالأشخاص وقدمت في هذه الورشة العديد من المحاضرات والأبحاث تبين عمق المأساة التي يتعرض لها البشر من خلال هذه الجريمة الكبرى التي يمارسها الإنسان

سواء الاتجار بالنساء والأطفال أم الأعضاء أم غيرها من الممارسات غير البشرية والتي يساعد على نموها وانتشارها جملة من الظروف والعوامل أهمها الحروب والوضع الاقتصادي والفقر والجهل وغيرها.. وسورية هي من دول العبور ومقصد للاتجار بالبشر بحكم موقعها الجغرافي وتوالي الحروب في الدول المجاورة، إضافة للظروف الدولية المستجدة والأزمات الاقتصادية والتي أدت لارتفاع عدد تلك الحالات ومن بينها الاتجار بالأطفال والنساء.‏

حين حضرت تلك الورشة شعرت بالرعب والخوف وحجم المأساة والتي تسعى الدولة في إعداد مشروع قانون شامل لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر من خلال عدة مشاريع قدمت فيها المنظمة الدولية للهجرة خبرتها في هذا المجال للجنة الوطنية التي أنجزت مسودة التشريع ووضعته بتصرف رئاسة مجلس الوزراء.‏

ولكن للجريمة أشكال أخرى وليست محصورة فقط في الإتجار بالأشخاص والذين يبقى عددهم محدوداً بالمقارنة مع من يتاجر بأحلامه؟ وهم شريحة كبيرة في المجتمع للتجارة بالأحلام التي لاتتجاوز حدود تأمين لقمة العيش وحياة كريمة في منزل.‏

وهذا مقصد زاويتنا اليوم ،التجارة بأحلام المواطنين الذين حلموا بمسكن لاتتجاوز مساحته 100متر مربع، وأنا و عدد كبير من زملائي الصحفيين نحلم بذلك منذ أكثر من 25 عاماً وبالتحديد منذ الانتساب إلى الجمعية السكنية للعاملين في الصحافة في ثمانينات القرن الماضي، التي توالى على رئاستها مجموعة من بائعي الأحلام وخوفا من أن يبيعونا مع العقار الذي أنهوا مشكلته القائمة في أروقة المحاكم 25 عاماً ببيع العقار في المزاد العلني لتجار العقارات.. نحن الصحفيين لم نستطع أن نحقق أحلامنا، فكيف لنا أن نقنع المواطن أننا نحمل همومه وقضاياه إلى الجهات المعنية لحلها؟ كيف لنا أن نكسب ثقته ليسترد حقوقه الضائعة؟ كيف يمكن أن نقول له إن هناك أملاًفي تحقيق أحلامك أيها المواطن؟؟ هي حكاية عدد كبير من الجمعيات السكنية التي تاجر رؤساؤها بأحلام المكتتبين فيها.‏

وهم ينتظرون آملين ألا يفقدوا أحلامهم.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 21/05/2009 01:58

نحن الآن في زمن سرد المآسي, ومازال الوقت مبكرا لنشهد زمن حل المآسي.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 نهلة اسماعيل
نهلة اسماعيل

القراءات: 762
القراءات: 792
القراءات: 968
القراءات: 819
القراءات: 849
القراءات: 825
القراءات: 988
القراءات: 1304
القراءات: 843
القراءات: 869
القراءات: 877
القراءات: 872
القراءات: 2548
القراءات: 939
القراءات: 915
القراءات: 960
القراءات: 1177
القراءات: 1141
القراءات: 1024
القراءات: 929
القراءات: 1061
القراءات: 1026
القراءات: 1022
القراءات: 998
القراءات: 1344

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية