تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ديمقراطية الفتنة والابتزاز..!

البقعة الساخنة
الثلاثاء 24/1/2006م
علي قاسم

يبدو أن الفارق بين الموقف من مشاركة حماس في الانتخابات الفلسطينية, وبين احتمالات وصولها إلى السلطة إذا ما فازت,

يتضاءل لمصلحة تضخيم الواقع, والتهويل من منعكساته على الواقع الفلسطيني من منطلق الإيحاء أن التجربة وفق هذا المعيار لا تتطابق بأي حال مع معايير الرضا الأميركي.‏

لذلك تتجزأ الرؤية في بعض التفاصيل, لكنها في العنوان العريض هي جزء من الحرب النفسية التي تمارسها إسرائيل والإدارة الأميركية على الفلسطينيين, ولا تخرج عن تلك الحرب الأخبار الملوثة بالمال الأميركي لدعم مرشح هنا أو هناك على أمل الحد من فوز حماس.‏

وبغض النظر عن مدى مصداقية تلك الأخبار, فإن الغاية التي تريدها وتبحث عنها هي في الجوهر خلق الشك والريبة بين صفوف الفلسطينيين حيال هذه القضية, حيث إن النتيجة ستكون موضع تساؤل من قبل الفلسطينيين, والخطير فيه أنه تساؤل يحمل جرعة كبيرة من الاتهام, وجرعة أكبر من أدوات الدفع نحو الصراع التي تعمل من أجله إسرائيل.‏

ولا يغيب بالطبع عن الذهن الكثير من الارتباط الوثيق بين ما كانت تتبناه إسرائيل حيال مشاركة حماس, وبين ما تعمل عليه الإدارة الأميركية, في ظل تواتر الرؤية التنسيقية التي تدفع بالموقف الأميركي إلى الاستلهام من الطرح الإسرائيلي والاقتباس من الأفكار الإسرائيلية لتكون في المحصلة العنوان العريض للسياسة الأميركية.‏

غير أن اللافت أن تتحول مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في اليوم التضامني مع الشعب الفلسطيني إلى تصرف غير لائق برأي المندوب الأميركي في الأمم المتحدة, حيث لم يفت بولتون الإشارة إلى أن تلك المشاركة قد تستفيد منها الحركات الفلسطينية في الانتخابات القادمة في عملية ربط هي الأغرب.‏

لذلك بدت المسألة بهذا التخصيص المثير, وكأنها المواجهة المفتوحة التي لابد من التروي في قراءة دلالتها, حين يتحرك الافتراض الإسرائيلي من مسلمة الرفض لوجود حماس تحت ذرائع واهية, في وقت يتماهى معه الموقف الأميركي من جهة الرفض مضيفاً عليه بعض الإضافات الخطيرة في حالة الاستباق والمباشرة في التدخل الفج بالانتخابات.‏

ولعل ما صدر حتى اللحظة, وما برز من سلسلة المعطيات المتوفرة تؤكد النية المبيتة في أن تكون الانتخابات في التوقيت والنتائج حلقة تدوير لتفريغ الجهد الفلسطيني من محتواه, وبالتالي لتكون التجربة الفلسطينية تحت ضغط التهديد والاغتيال والوأد.‏

لا تبدو الحاجة ملحة لإعادة التذكير بالمنتج الافتراضي للديمقراطية التي تبقى كما تريدها واشنطن رهناً بما تحققه لها من مصالح, وبمدى اقترابها من معيار الاستجابة لتلك المصالح, وإلا أصبحت موضع اتهام, بل وفي أغلب الأحيان أداة من أدوات الضغط والابتزاز, وفي مرحلة لاحقة وسيلة للنيل من الوحدة الفلسطينية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6992
القراءات: 914
القراءات: 1067
القراءات: 860
القراءات: 859
القراءات: 849
القراءات: 970
القراءات: 816
القراءات: 747
القراءات: 844
القراءات: 892
القراءات: 779
القراءات: 718
القراءات: 779
القراءات: 972
القراءات: 854
القراءات: 666
القراءات: 860
القراءات: 883
القراءات: 940
القراءات: 886
القراءات: 768
القراءات: 945
القراءات: 852
القراءات: 985

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية