إلا أن الصحيح أكثر ان السكون يفسد الماء والعقل واليوم والغد، وعلى إيقاعات اللامبالاة بالزمن، احتفل الكثيرون من البشر بمقدم عام جديد, دون أن يكلفوا أنفسهم عناء إجراء مراجعة بسيطة للآثام والخطايا التي أودعوها في عام مضى.
احتفل الكثيرون, ونحن لم نحتفل ولم نكن نليق بالفرح, وقد آزرنا الكثيرون في العبوس بوجه هذه الأعياد, وكم كان ساطعا وسامقا في الآن نفسه ان نلتقي جميعنا على قواسم الحزن المؤقت، وكم كان جليا تلك الحكمة التي تبوح بها عيون الجميع من أن تعريف الأعياد يتخطى الدفء الاجتماعي الطارئ والثياب الجديدة.
هل من مشكك في أن لكل عيد خصائص عميقة, تحتاج إلى تمعن وتأمل يستكنه بواطنها؟ أليس العيد في أصله وفصله حدثا نوعيا, بالمعنى التاريخي, يحتاج إلى إعمال العقل لاستيعابه وتفكيكه؟ هل يعقل ان يمر عيدا الميلاد ورأس السنة المجيدان دون ان نتفكر في صفائهما ومعانيهما الشفافة,المستقاة من شفافية الأنبياء والديانات السماوية والقيم الإنسانية.
في احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة،هذه السنة, انتابني شعور بأن البشرية، على اختلاف أجناسها وثقافاتها تعاطفت معنا, وكنت اشعر بهم وهم يحتفلون خلسة و على خجل وبعيدا عن أضواء الكاميرات, فثمة في البشرية من لديه «دم».
ثمة ظل للمزاج تفضحه الكتابة, ومزاجي هذا العام,يصر على قراءة مختلفة للأعياد علينا تهجئتها من أول وجديد.