تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


السلفيون في الزمان والمكان

معاً على الطريق
الخميس 5-1-2012
عبد النبي حجازي

أعلن السلفيون في مصر أنهم سيفرضون النقاب على النساء وأن الأهرامات (أوثان) عندما فازت (حماس) بأغلبية مطلقة في انتخابات شفافة وبرقابة عربية ودولية اهتاجت «إسرائيل» وقامت باعتقال عدد من النواب بما فيهم (عزيز الدويك) رئيس المجلس التشريعي،

كما اهتاجت أميركا وأقيلت حكومة حماس لكنها تماسكت وظلت مرتهنة بغزة رغم أنه أطلق عليها (الحكومة المقالة) وفي مصر حقق حزب النور (السلفي) المرتبة الثانية في مجلس الشعب. إنه التباس، هو في حالة حماس تدخل أجنبي استعماري، وفي حالة حزب النور وضعت (الديمقراطية) في امتحان عسير ووقفت في الخط الموازي للدكتاتورية بمظهر آخر من مظاهرها، بمعنى أدق هيمنة المرشحين على الناخبين وإغواؤهم بالعاطفة الدينية، وهنا يبرز سؤال هجين: أترانا نحن العرب لم نبلغ سن الرشد الذي يؤهلنا لممارسة الديمقراطية؟‏‏

إن الشعوب العربية شعوب مسلمة لكنها غير متعصبة بمعنى أنها تعيش على سجيتها ونتساءل من جديد: هل يعرف الشعب المصري الذي تعدّ السياحة من أهم موارده الاقتصادية لأن الآثار الفرعونية خصوصاً التي تنتشر على طول البلاد وعرضها يسعى السائحون إلى مصر من أربعة أطراف الدنيا لرؤيتها والتي كادت تقوض الاقتصاد المصري بسبب الاضطرابات الأخيرة؟ هل يعرف الشعب أن هذه الديمقراطية المواربة تحرمه من لقمة عيشه؟‏‏

ذات يوم قام (طالبان) بضرب تمثال بوذا في أفغانستان بحجة أنه من (الأوثان) رغم الكثير من النداءات التي طالبت بالكف عن ذلك، إن طالبان شريحة من المسلمين لها وجهان وجه سلفي يحرم الأغاني والصور ويفرض النقاب على المرأة ويحرم اختلاطها بالرجال ويمنع تعليم البنات، والوجه الآخر يزرع (الحشيش) ويتاجر به للارتزاق، ولست أدري كيف يتطابق هذان الوجهان وأي باب من أبواب الشريعة يستند إليه؟‏‏

عندما غزت أميركا أفغانستان كان من أبرز الذين تصدوا لها طالبان، كنا نتابع الوقائع ساعة بساعة وقلوبنا معهم وكم هب من (المجاهدين) العرب والمسلمين من كثير من الدول العربية والإسلامية لنجدتهم، وعندما اندحر طالبان رأينا مشاهد للشعب الأفغاني يبتهج بسماع الأغاني من أجهزة المذياع والمسجلات في حالة مركبة هي هزيمة أمام المحتلين لكنها انتصار للنفوس التي كانت مقموعة بأشد أنواع القمع، إن كثيراً من الحركات الإسلامية بما فيها تنظيم القاعدة يعيشون خارج التاريخ، يقاتلون الدول الاستعمارية بنفوس منهزمة.‏‏

طرحت يوماً عن النقاب سؤالاً بسيطاً: كيف يفرض على المرأة أن تكشف عن وجهها ويديها وهي تطوف حول الكعبة في المسجد الحرام وهو أقدس مكان على الكرة الأرضية عند المسلمين وكيف يفرض عليها النقاب في الطرقات؟‏‏

وعن (الأوثان) عندما فتح الجيش الإسلامي بلاد الشام والعراق وهي زاخرة بالآثار الموغلة في القدم لم تمتد يد إليها وبقيت راسخة بما فيها من تماثيل (أوثان)؟ وكيف حافظ الفاتحون على الأهرامات في مصر نفسها؟‏‏

إن فينا قدراً من التخلف يضاهي ما فينا من نزوع نحو الحضارة الحديثة بشقيها المادي والفكري وها نحن نوغل في الألفية الثانية.‏‏

Anhijazi999@gmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2147
القراءات: 1085
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1285
القراءات: 1110
القراءات: 1045
القراءات: 1331
القراءات: 1298
القراءات: 1150
القراءات: 1681
القراءات: 1207
القراءات: 1769
القراءات: 1249
القراءات: 1205
القراءات: 1305
القراءات: 1244
القراءات: 1327
القراءات: 1309
القراءات: 1321
القراءات: 1536
القراءات: 1695
القراءات: 1483
القراءات: 1401
القراءات: 1833

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية