والتي ترتكب المجازر والجرائم بحق سورية والسوريين منذ وقت طويل .. جاءت هذه الدعوة بعيد دعوة مماثلة وأشد لؤما من الوزير السعودي سعود الفيصل أثناء اجتماع تونس , لتعلن عداء صريحا وثابتا لسورية تتبناه كل من قطر والسعودية. ولكن, في أعقاب تردد الصوت العدائي الأميركي السياسي والدبلوماسي إلى حد ما , وبعيد التخوفات التي باحت بها وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون جراء تسليح المعارضة السورية مع ما يعنيه من لقاء سياسي أميركي مع القاعدة وإرهابييها على هدف واحد تجاه سورية , فإن من اللافت أن تتفوق دعوات حمد والفيصل على ما جاءت به تخوفات كلينتون ؟
غير أن سيناريو الأحداث الجارية في سورية وحولها, ومثله سيناريو المواقف المعلنة والخفية سواء للأميركيين والأوروبيين الغربيين أم لممالك الخليج ومشيخاته , يبدد مثل هذا التناقض أو عدم الاتساق في الظاهر , فالفيتو الروسي الصيني المشترك وما تلاه من مواقف حازمة للبلدين تجاه سورية ودفاعا عنها , يفسر في ذات الوقت الدفع الأميركي للممالك الخليجية باتجاه أن تشكل هي رأس الحربة في الحرب الأميركية على سورية , وإلا فمن أين لحمد والفيصل أن يفترقا عن الإملاءات الأميركية ؟ ومن أين لهما أن يشكلا جبهة حرب وعدوان على سورية من دون أن تكون أميركا وإسرائيل في ظهرهما ملقنا وموجها ؟
تبادل الأدوار هذا بين قطر والسعودية من جهة وبين أميركا وإسرائيل من الجهة الثانية , ليس إلا لعبة ساذجة ومكشوفة , لا يفسرها كاملة سوى الإخفاق والفشل الذي منيت به طلائع العدوان الأميركي الإسرائيلي ومن اصطف صفهما من مجلس استنبول , منذ بداية العدوان مرورا باجتماع تونس الباهت ووصولا إلى علانية عداء الفيصل وحمد لسورية !