فاعلم إذاً بأنك مخطئ.. فأنت في كل ذلك وغيره تختبر ما اختبره ويختبره سكان الأرض جميعاً ودائماً! فكل إنسان هو حقاً كل البشرية وليس مجرد كائن منفصل- ألم يقل ابن عربي: أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر-!
هل تعتقد أن هناك فكراً شرقياً وآخر غربياً؟
فاعلم بأنك مخطئ.. لأن هناك فقط القدرة المشتركة على التفكير!
هذه أفكار (جدّو كريشنامورتي) في كثير من كتبه, وخاصة في كتابه «شبكة الفكر». يرى مورتي أننا ننظر إلى الأشياء أبداً بفكر مسبق ( قد تفكر كمسيحي أو كمسلم.. كشيوعي أو ديمقراطي أو رأسمالي أو أصولي....) وهذه كلها تحيزات مسبقة..
فهل تظن أن الفكر حرّ ويعمل ما يشاء؟
سيأتيك جواب مورتي: الفكر ليس حراً أبداً لأنه مبني على المعرفة, والمعرفة محدودة, لأنها بعض من الزمن, وكل ما هو محدود يكون غير مكتمل, وما هو محدود وغير مكتمل يولّد الصراع الحتمي.
تبدو المشكلة الحقيقية في الذاكرة, فلولا ما تراكم فيها لما استطعت التفكير.. فالدماغ يخزن الذكريات كمعرفة ناتجة عن التجربة وهذه هي طريقة عمل أدمغتنا.
كم نحتاج أو إلام نحتاج لنزيح تراكم انعكاسات الأزمة في سورية في ذاكراتنا؟ أي عمل علينا القيام به مع انتهاء كل هذا؟ من القادر على محو كل التصورات الذهنية التي تراكمت عند بعضنا هذا أو بعضنا ذاك تجاه كل منهما؟
هل ستتمكن الديمقراطية السياسية المنشودة من خلق ديمقراطية اجتماعية إنسانية؟
فلننتبه جميعاً إلى أين نسير.. وكيف سنتعامل مع التحيزات المسبقة التي خلقتها تصوراتنا عن الأزمة!
suzan_ib@yahoo.com