ليس على أحد أن يتجاهل هذه المذكرة كلياً رغم البرود والضبابية في موقف الخارجية الأميركية. الولايات المتحدة قالت: أخذنا العلم... واستظرفت... وروسيا قالت: أخذنا العلم وانتقدت واستهجنت وبقيت عند هذه الحدود إلا إن اعتبرنا الأمور التالية تحوي جواباً على تلك المذكرة ومن يقف خلفها، وعله منهج التفكير الذي يقود إلى هنا :
- أولاً – لقاء وزراء الدفاع الروسي والايراني والسوري في طهران ..
- ثانياً – الزيارة التي بدأت مفاجأة لوزير الدفاع الروسي لدمشق ولقاؤه السيد الرئيس بشار الأسد..
- ثالثاً – التصريحات الأخيرة لرئيس الأركان الروسي بخصوص الوضع في سورية، ومن الذي يجدر به أن ينفذ صبره..؟! الولايات المتحدة أم روسيا.
إن نجح اعتبارنا الأمور كذلك، يبدو الموقف الروسي المواجه للغطرسة الأميركية قوياً. إنما استمرار العنجهية الأميركية بخصوص الحالة السورية سيفرض مواقف روسية أقوى... ولاسيما أن الولايات المتحدة تفعل على الأرض أكثر بكثير مما تعلنه... وإذا كان الصواب النسبي أن نقدر عدم جاهزيتها لدخول عسكري مباشر عن طريق جنودها في الأراضي السورية أو توجيه ضربات مباشرة إلى الجيش السوري .. لا يغيب عن الذهن أنها متدخلة عسكرياً في الشأن السوري الآن... ليس عن طريق وكلائها وحسب.. بل أيضاً بشكل مباشر بما تسميه التدريب وتقديم الاستشارة لـ المعارضة المعتدلة.
التطوير الممكن في الموقف الأميركي قد يفرضه أمران:
أولاً – اقتراب موعد رحيل اوباما، وربما رحيل الديمقراطيين بعد ضرب الإرهاب في الأراضي الأميركية الذي يرجح كفة المرشح الجمهوري ترامب ولاريب.
ثانياً – التفشي المتسارع للحالة السورية في دول المنطقة والعالم.. يذكر هنا العمل الارهابي الذي ضرب في الأردن أمس.
هذا يرجح توقعاً بمواقف أميركية ليست جديدة تماماً لكنها تصعيدية وإن لم تصل مستوى التدخل العسكري المباشر. إنما لا يبدو وفق الظاهر بوضوح الآن أن اتجاه هذا التصعيد أو التطوير سيكون في المضمار السياسي. إلا إذا فرضت روسيا ذلك... ولها إليه أكثر من سبيل.. أهمها حزم عسكري داعم للجيش السوري كما يدعم الآخرون حلفاءهم وبما يكفي لاحداث تغيرات في الميدان تعيد الإرهابيين إلى ما كانوا عليه ووصفه رئيس الأركان الروسي.
أي انكسار ولو جزئي يتعرض له الجيش السوري اليوم في الميدان سيزيد من تعقيدات التوجه السياسي للحل.. وسيحرج كثيراً الحلفاء في مواجهات التحالفات الكثيرة المعادية لهذا الجيش... التدخل الأميركي قائم ومتصاعد ولا بد من مواجهة جدية...
As.abboud@gmail.com