هذه التصريحات تشير الى أننا بالفعل أمام حكومة معدمة كليا حيال عملية السلام المفترضة في المنطقة, وجاهزة فقط لشن الحروب والاعتداءات كما فعلت في لبنان وتفعل في فلسطين وفي أماكن اخرى.
حكومة اولمرت لم تقم بخطوة واحدة تشير الى جديتها في التعاطي مع العملية السياسية على اسس مقبولة , وكل ما قامت به حتى الان كان في الاتجاه المعاكس , ومن هنا فانه يترتب على القادة العرب الذين سيجتمعون في دمشق نهاية الشهر الجاري أن يتخذوا مواقف تستجيب لهذا التحدي الاسرائيلي, وتتجاوز مسألة التلويح بسحب مبادرة السلام العربية , التي لم تكترث اسرائيل بها أصلا في أية مرحلة من المراحل منذ طرحها في قمة بيروت .2003
ما تتوقعه الشعوب العربية من قادتها خلال قمتهم المقبلة هو اعادة تأكيد الالتزام العربي الجماعي بثوابت الامة ازاء مجمل القضايا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي جاءت الاحداث الاخيرة في قطاع غزة , والخطط الاسرائيلية المعلنة لتهويد القدس وابتلاعها تدريجيا عبر سياسة القضم والهضم , لتذكر العرب مجددا بأن يعيدوا تصويب البوصلة في الاتجاه الصحيح حيث اسرائيل هي الخطر الحقيقي المحدق بالجميع , وكل الاخطار الاخرى اما أقل أهمية أو مصطنعة ومفبركة يدفعون بها أمام نظر العرب لتشتيت انتباههم وحرفهم عن الاخطار الحقيقية .