الجغرافيا مهمة جداً لكنها ليست كل شيء..
من يتجه للحوار العميق بنية الوصول إلى نتائج وعدم إضاعة الوقت.. لابد أن يحيط بالجغرافيا الطبيعية وأن يعرف الجغرافيا السياسية أيضاً..
لايمكن لأي محاور.. وأي ساع للبحث عن استقرار الشرق الأوسط المهم جداً لاستقرار العالم.. أن يقفز من فوق الجغرافيا ببعديها الطبيعي والسياسي..
لنسأل ماالذي يمنع استقرار المنطقة..؟
ببساطة.. ليس هناك سلام..
والذي يمنع السلام هو الاحتلال.. ورفض الحوار.. والعدول عنه للسلاح، وجبروت فكر الطغيان والهيمنة.
في المنطقة.. احتلال.. وبالضرورة فيها رفض للاحتلال .. تتجلى صوره بمواقف سياسية واجتماعية وثقافية ومسلحة أيضاً «المقاومة» .. هذه حقائق لايمكن القفز من فوقها..
سورية هي بين الدول الرافضة للاحتلال، الساعية للسلام، الجاهزة للحوار.. المتفهمة للمقاومة ضرورة وأسلوباً وحقاً مشروعاً..
ليس هناك سورية أخرى..أبداً..
لو كانت سورية مستسلمة للاحتلال.. مستبدلة للحوار بالمونولوج الداخلي الاستسلامي،رافضة للمقاومة.. لاتستطيع أن تحمل العبء الاقليمي والدولي الذي تحمله سورية الحقيقية القائمة.. لأنها بهذه المواصفات المفترضة تصبح في موقع آخر.. في حين إن أهميتها تنبع من موقعها الطبيعي والسياسي الراهن.. بل السياسي أولاً.
لا أدري ماذا يستفيد الباحثون عن الحوار، الراغبون في استقرار المنطقة.. من مشروع حوار مع طرف لايحاور.. أي طرف لايتبنى حل هموم المنطقة ومشكلاتها، وفي مقدمتها الاحتلال ومحاولات الهيمنة.. لايستطيع أن يحاور.. لأن الحالة القائمة تفترض أن هناك طرفين.. الاحتلال ومقاومة الاحتلال.. فأي حوار لايمكن أن يقوم إن استثنينا منه مقاومة الاحتلال..؟!
سورية متفهمة للمقاومة متحالفة معها صديقة لإيران ولغير إيران ، تنتظم في منظومة العلاقات العربية.. ومن هذا الموقع تحاور للسلام واستقرار المنطقة.
دمشق لم تتراجع يوماً عن التوجه للحوار.. حتى عندما واجهت اليد الممدودة من ينظر إليها بعداء وتعالٍ.. كما راهنت على المقاومة ورفض الاحتلال هي راهنت على الحوار والسلام طريقاً للاستقرار.
دمشق الحوار بأبوابها المشرّعة للسلام هي العاصمة السورية القادرة على أن تكون بوتقة اجتماع النيات الطيبة والفعل الجدي للخروج من المآزق.
a-abboud@scs-net.org
تعليقات الزوار |
|
أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 19/02/2009 05:40 |
عندما يتكلم الغرب في إدارة الأزمة لاحلها, فإنه يتهم سورية حتى على النوايا, وعندما يقول الغرب في حل الأزمة لاإدارتها فإنه يأتي لسورية محاورا ومستمعا, وهنا يظهر موقع سورية بوضوح تام ,لكن أمريكا كثيرا ماتخلط متعمدة بين أمري الأزمة: إدارتها وحلها, وعندها تدفع بنخبها السياسية إلى سورية تستمع , وتستمر إدارتها باسطوانة الإملاءات الفوقيةخفضا ورفعا.
أما سورية فليست ساذجة كشقيقاتها, فهي تقول المنطق والواقع أكثر مماتستمع وتطيع, وبالتالي على أمريكا أن تتغير لاسورية, على أمريكا أن تصحح لاسورية, على أمريكا أن تعيد حساباتها لاسورية. |
|
جلال  |  hasanpavlova@gmail.com | 19/02/2009 13:10 |
الحوار و لكن مع من ؟ من مهمات الحوار و المحاور ألا يسمح بنشوب نزاع مسلح بين الأطراف المتحاربة و إلا هنا تنتفي صفة الحوار . في السياسة لا تكفي النيات و انما الأعمال الجادة من كافة الأطراف ذات الصلة إن دور سوريا القومي قد يتجاوز مفهوم الممانعة بكثير . لأن سوريا هي الحاضن الفكري و العقائدي للمقاومة و النضال ضد أي مشروع يتعارض مع مفهوم المشروع القومي . |
|
نبيل طويشة |  twaisha@yahoo.com | 19/02/2009 13:53 |
ان ما يميز سوريا بالاضافة الى جغرافيتها هي روح الممانعة والتمسك بالحقوق وعدم التفريط بها تحت اي ضغط وفي اي ظرف وهذا ما نجحت بة منذ اربعين عاما وحتى الان وكذلك جعل السلام هو الخيار الاستراتيجي لها دون التخلي عن السلاح وهذا ما حصل في مؤتمر مدريد وبالرغم من خروج الجانب الفلسطيني والاردني من المفاوضات باتفاقيات اقل ما يقال عنها فاشلة ولم تحقق السلام المنشود بقيت سوريا على مواقفها ولم تفرط بالحقوق وحتى الان وبعد اعلان سوريا وقف المفاوضات الغير مباشرة مع اسرائيل ظلت سوريا هي المعادلة الصعبة في المنطقة والتي لا يمكن تجاوزها وبأي شكل من الاشكال وهذا ما توصلت الية الدول الفاعلة في العالم فتحية الى هذا البلد الصامد والى هذا الشعب المقاوم . |
|
وفيق ، الضيعة |  الاستفتاء القادم | 19/02/2009 13:57 |
بعد تغيير النظام الامريكي لسلوكه وتصرفاته ما زال هذا النظام يكابر ويلعب باوراق الامل.. وعلا وعسى.. واللعبة القديمة الجديدة ، سوريا لها مواقف ثابتة ومعروفة للجميع وهي لن تغيرها ، على رأسها ان المقاومة موجودة ما دام الاحتلال موجود ، الجولان السوري ما زال محتلا و95 بالمائة من الارض الفلسطينية ما زالت محتلة ايضا ، على امريكا ترك هذا العمل القذر من ان تكون ناطقا رسميا او موفدا للعدو الاسرائيلي يطالب بما يطالب ويتمنى بما يتمنى . المشاكل الكبرى التي تعتلي امريكا هي باغلبيتها اتية بسبب ما يجري في الشرق الاوسط ومن تصرفات اسرائيل ،وكان اخرها غزو العراق الفاشل والغبي . لقد جرب النظام الامريكي كل ما يستطيع عمله في اتجاه سوريا من قرارات غبية ماتت في مهدها الى عقوبات اغبى تأزم اكثر فاكثر في العلاقات السورية الاميريكية التي هي حاجة امريكية قبل ان تكون حاجة سورية . لقد خرجت سوريا من لبنان بعد عناء وتعب طويل مع هذا البلد الغريب العجيب ، الا ان الامريكيين ما زالوا يطالبون سوريا بعدم التدخل في لبنان؟؟!! . ثم يتوسلون اليها بالتدخل وقت اي ازمة تعتلي هذا البلد الغريب الاطور ، هل ذنب سوريا ان لها في لبنان حلفاء مستعدون للموت من اجلها ، هل تستطيع سوريا التي هي امتداد لهؤلاء الاشقاء الذي افاقوا عام 1920 ليجدوا انفسهم في بلد اخر وحدود تفصلهم عن ارضهم الام ، هل تستطيع سوريا ان تقفل الحدود امام هؤلاء الحلفاء الاشقاء وتقول لهم لااريدكم ، لان الامريكي لايريد حلفاء طوعيين لسوريا . بعد هذا الصراع الطويل والتداخل الشرق اوسطي المعقد آن لامريكا ان تعرف ان لا حل في الشرق الاوسط الا باقامة سياسة متزنة ومتوازية على جميع الجهات والاطراف ، والبدء يجب ان يكون في اسرائيل ، لان سياستها التطاولية افرزت مقاومة لااحد يستطيع ان التغلب عليها بما ذلك جيوش العالم ، وان استمرت اسرائيل في هذه التطاولية فقد ينشئ شيئا اخر يفوق قدرات وامكانيات المقاومة ، وهنا سوف تخسر اسرائيل كل شئ حتى حلفائها الغربيين .هناك استفتاءً لبنانيا قادما على العلاقات السورية اللبنانية وهذا الاستفتاء سيكون مطلع الصيف القادم، وسيكون في صناديق الاقتراع . فلما الخوف يا اوروبا ويا امريكا . لبنان ليس بحاجة الى مراقبين او متطفلين او جواسيس على هذه الان |
|
|