تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اتقوا ضربة الجبان فإنها موجعة

معاً على الطريق
الخميس 19-2-2009م
عبد النبي حجازي

أعني أمريكا وإسرائيل ولا أقولها على طريقتنا نحن العرب كأن نقتل ديكاً فتدوي أصواتنا على الملأ أننا قتلنا كبشاً ، وعلى النقيض نجلد أنفسنا بالسياط نادمين يائسين كلما أصابتنا مصيبة . إنني أحاول ها هنا أن أجد أدلة بمقاربات علمية ثم أسوق أمثلة نعرفها جميعاً .

يرى العلماء أن الحيوانات المفترسة تباغت الإنسان بهجوم استباقي خاطف تفتك به بدافع الخوف أو الجوع أو كليهما معاً ، وفي كلتا الحالتين هجومها شرس أرعن يمزق الفريسة بأنيابه فيلتهم منها مايملأ بطنه ويترك الأشلاء مطروحة على قارعة الطريق .‏

والإنسان (المفترس) أشدّ فتكاً من الحيوان بما توصلّ إليه من مكتسبات علمية سخرها لأنواع من أسلحة الدمار سلّطها على مجتمعات إنسانية كما حلّ بالبشرية خلال الحرب العالمية الثانية (17) مليونا من الضحايا العسكريين وأضعاف هذا العدد من المدنيين و(20) مليونا من الجرحى وخسائر بلغت (281887) مليون دولار . وفي فيتنام سقط (مليونا) قتيل و(3) ملايين جريح و(12) مليون لاجئ عدا تدمير الغابات والبنى التحتية والمدارس والمستشفيات . وفي اليابان كان ضحايا القنبلتين الذريتين على ناغازاكي وهيروشيما (240) ألفاً إضافة إلى دمار المباني والحدائق والإصابات بالسرطان وأمراض أخرى بسبب الإشعاع مازالت آثارها حتى اليوم .‏

إن أمريكا الغارقة في النعيم والرفاه ارتكبت جرائم في آسيا وإفريقيا لاتنسى و ما أصابها في الحادي عشر من أيلول عام 2001 لم يدفعها لأن تعيد النظر في علاقاتها مع العالم . إن كل مسوغات الحروب التي أسقطت ملايين الضحايا ودمرت (أعداءها) هي الدفاع عن النفس تماماً كما تدعي إسرائيل في عدوانها على غزة . إسرائيل التي قامت منذ النكبة على الخرائب والدمار والمجازر البشرية .‏

ولقد استيقظ (الحيوان المفترس) الجبان فيها فدمرت غزة ببيوتها ومدارسها ومستشفياتها وأسقطت ما أسقطت من ضحايا مدنيين أطفالاً ونساء أبرياء بالقنابل والصواريخ بآخر ماتوصلت إليه الحضارة الغربية من مكتسبات العلم (الأمريكية ـوالأوروبية) عاجزة عن المواجهة البرية وجهاً لوجه ، وأعلنت أن حربها كانت (دفاعاً عن النفس) وما زال الرعب ينهش أوصالها لأنها تعرف أنها نقطة في هذا البحر العربي اللجب الذي انبسطت أمواجه فعزّ عليه الحراك لولا بذور يقظة بدأت تنتش في العالم هنا وهناك تنبه إلى وحشية إسرائيل .‏

يقال إن عنترة سئل عن الشجاعة فقال لسائله خذ إصبعي وأعطني إصبعك وعض كل منهما على إصبع الآخر فتألم السائل وصاح (آخ) فقال له عنترة الشجاعة هي الصبر , وهذه هي حالنا مع أمريكا وإسرائيل (عض الأصابع) وإن الفيتناميين وسائر الشعوب التي صبرت وانتصرت لا تفضلنا بشيء بل نزيد عليها بماض يؤهلنا أن ننتفض على واقعنا ونتجدد . ‏

anhijazi@Gmail.com‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 19/02/2009 05:30

عنوان المقال فوي وواضح , ونص المقال ملخص للمعنى ومعبر عن المضمون, وأنا مع هكذا مقالات بلا رتوش.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عبد النبي حجازي
عبد النبي حجازي

القراءات: 2148
القراءات: 1086
القراءات: 1095
القراءات: 1083
القراءات: 1286
القراءات: 1111
القراءات: 1047
القراءات: 1332
القراءات: 1299
القراءات: 1152
القراءات: 1682
القراءات: 1208
القراءات: 1770
القراءات: 1250
القراءات: 1206
القراءات: 1307
القراءات: 1245
القراءات: 1328
القراءات: 1311
القراءات: 1322
القراءات: 1538
القراءات: 1696
القراءات: 1484
القراءات: 1402
القراءات: 1834

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية