الحياة امل وعمل وصناعة وابداع وكل ما فيها لا ياتي من فراغ ابدا ولايصب في فراغ، والقبح الذي يعتريها ايضا لايصب في فراغ بل غايته وديدنه ان يغتال ما تقدمه من جمال وعبق وعطاء.
والحياة الحرة الكريمة التي تعيشها في ارضك وطنك، بيتك عملك مكانك اينما كان لها حراسها، لها من يعمل ليلا نهارا لتبقى عابقة بالامل والعطاء، تغفو عيناك وتستريح وثمة عينان من امل ومن تعب ومن نور ومن قبس إلهي تحرسك في مكان اخر.
أنت بالقرب من مدفاة ومن اطاييب الطعام واخرون حيث البرد والصقيع والجوع، حيث لا شيء الا الترقب والحذر، حيث الا الحجر وخندق وهبات تراب، وربما الاف الذئاب البشرية الغادرة تتربص بك وبنا، وذاك الجندي البطل يحرسك يداه على الزناد عيناه ابدا يقظتان لايساورهما وسن او خلجة نوم، انت وانا ونحن ننعم بدفء هو برد الاخر هو من نبض قلبه محروس هو من اثر ان يبقى على المدى حارسا لامانينا، يحرس بسمة اطفال يلهون وضحكة طفل اشتاق لصدر امه، يحرس قطرة ماء تاتيك لتشرب يراها تعبر من قربه لكنه يؤثر ان يبقى ظمانا لتشرب لنشرب.
إنها صناعة الحياة، صناعة الامل والجمال ومن يصنع الامل والجمال والعمل، لا يختزل بيوم او عيد ابدا بل هو الاعياد كلها هو العبق والعطاء، ولكن لابد من محطة نقف فيها لنقول له لهم لهن لكم، للجميع انتم سر وجودنا نعيش بكم نحيا بدمائكم، لاشيء في الكون يفيكم حقكم ابدا، اليوم وكل يوم انتم العيد وانتم الامل، وكم هو رائع ان تسمع بطلا من ارضنا السمراء يقول لك: العيد حين تكونو ن بامان نحن هنا من اجلكم ولكم، كم هو رائع وعظيم حين يحتضن شاب بعمر الورد حفيدتك يضمها وتساله اشتقت لابنائك فيقول: لست متزوجا لكنها ابنتي اوليس اطفال الوطن امانة باعناقنا ؟ كم انت فخور حين ترى شابا بعمرا لورد من ثلاث سنوات لم يغادر مكانه ولم ير اهله ومع ذلك لا تغادر الابتسامة شفتيه ويردد انتم اهلي اراكم كل يوم هنا واهلي هناك من يحرسهم من يحميهم كما انا هنا.
أيها الابطال بوركتم. بوركت امهات انجبنكم، بورك وطن انتم حماته تقدست ارض رويت بطهر دمائكم، وتدنس قطيع ذئاب غادر اراد بكم وبنا وبكل الوطن شرا.
من نبضكم شرايينا ومن عرقكم عطرنا ومن وقع اقدامكم كرامتنا وللوطن انتم الحماة بوركت سورية ارضا وشعبا وحضارة وانسانا وقائدا المجد له حماته له صناعه وهم حماة الزمان.
d.hasan09@gmail.com