وإذا كان المسؤولون الألمان قد درجوا على اطلاق تصريحات من هذا النوع تنطوي على محاولة للايحاء إلى حالة من تأنيب الضمير لاتخلو من العاطفة المصطنعة عرفت اسرائيل كيف تستغل هذه الحالة ومازالت تمارس أبشع أنواع الابتزاز للألمان حكومة وشعباً.
ومع ذلك.. فإن تصريحات ميركل هذه لاتمثل إلاخضوعاً لهذا الابتزاز وربما أكثر عمقاً الأمر الذي جعل شمعون بيريز يعبر عن سعادته ويتوجه بالشكر للمستشارة ويقول : إن ألمانيا أكثر من بلد صديق.. إنها حليف استراتيجي, وهو بدوره مايعيد الى الذاكرة تصريحات ميركل أثناء حملتها الانتخابية التي اعتبرت فيها غير مرة ان العلاقة مع اسرائيل هي كنز ينبغي على ألمانيا أن تستغله !!.
إذا هي مناسبة لاستثمار الكنز استبقتها بتوجيه الدعوة لعقد مؤتمر للسلام في بلادها حزيران القادم الذي من المؤكد أنه لن يكون إلا نسخة مكرورة من أنابوليس في أحسن الأحوال طالما أن الدعوة له تتم على إيقاع هذا النوع من التصريحات التي تتجاهل حقوق العرب والفلسطينيين, وتلهث لاقناع الصهاينة ولوبياتها بأن عقدة الذنب مازالت قائمة, وأن الاستعداد للتكفير عنها مازال متوفراً ومفتوحاً على الزمن!!.