عن اي أجانب و عن اي ارض نتحدث ? أرض تضيق بأصحابها المقيمين و المهجرين , ارض يعتقد كثير من المحللين انها السبب الحقيقي لكل ما يطفو على السطح الان من اختلافات و خلافات و مبادرات , بل ان محاولات الضغط على المسار الطبيعي لمؤتمر القمة ليس الا لهذا الهدف ,اي تمرير التوطين بالتوازي مع الكونفدراليات كمشروع بلا مشروعية , و من تحت الطاولة , بدل تفنيده فوق الطاولة , مشروع خطير يستدعي ذر الكثير من الرماد .
من اسف اننا لانفيد من التاريخ الا بالمعنى السلبي , فلا نستعيد الدرس بل نعيد الاداءو قد حاولنا سد الذرائع و الثغرات , فإذا كانت معظم الاراضي الفلسطينية التي بيعت لليهود قبل النكبة و مؤتمر (بال) انما بيعت من ملاك لا ينتمون لهذه الارض , بل حازوا عليها بوضع اليد احتلالا او اقتطاعا , ماأثار حججا قانونية حول شرعية ذا ك البيع, فالخشية الآن ان يكون هذا القرار قد تمكن من الالتفاف على تلك الفجوة فمن جهة لدينا مظلة معترف بها, و من جهة لدينا شعب يعاني فقرا مدقعا و حصارا و تجويعا و ارهابا و تقتيلا و الغاء و ازدراء و.. بل ماالذي لا يعانيه ما قد يجعل البعض يؤثر خلاصه الفردي فيهاجر بدل ان يهجّر , خاصة اذا ما اتاه شار وهمي يخفي اخر حقيقيا لكن هويته جارحة او حتى قاتلة .
و أي أجانب يريدون شراء اراضي مقدسة لدى مختلف الديانات السماوية? هؤلاء على الاغلب لا يهدفون الى اقامة منشآت صناعية ضخمة و لا ملاه و اندية قمار , دون كثير عناء يمكننا توقع هوياتهم و اهدافهم سواء اتوا مباشرة أم مواربة.
حركة البيع الاولى تزامنت مع وعد بلفور, و الخوف ان يكون توازياً بين حركة البيع الثانية و اعتراف الرئيس الامريكي بيهودية الدولة الاسرائيلية.
dianajabbour@yahoo.com