أشلاء الأجساد البشرية المنتشرة في كل أرجاء غزة, بعد حصار وتجويع وتنكيل ودمار لم يحرك قلق السيد بان كي مون, ولا المنظمة التي يمثلها, ولا حتى المجتمع الدولي الذي انتدبه.
أشهر طويلة والاعلان الإسرائيلي عن الرغبة في الاقتصاص من غزة يتواصل, والتهديد والوعيد لم يتوقف, وحين جاء التنفيذ بكل هذه الدموية التي لم يشهد لها العالم مثيلاً , يتحول المجتمع الدولي إلى عداد يُحصي الموتى, مثلما تتسابق وكالات الأنباء إلى بث الحصيلة, ساعة بساعة.
ربما كان هذا أقصى ما هو مرسوم لأمين عام المنظمة الدولية , وكلام الأخضر الابراهيمي, الدبلوماسي الأممي المخضرم مشروعاً في موقف الشعوب من الأمم المتحدة, التي أضحت أداة لتقييد الخوف وإطلاق الهيمنة الى حد الابحار في تجيير المنظمة الدولية ذاتها.
عشرات نداءات الاستغاثة أُطلقت, ومئات التحذيرات أعلنت من قبل المنظمات الإنسانية عن الوضع المأساوي لغزة نتيجة الحصار والتجويع الذي تمارسه إسرائيل, لكنها لم تُسمع من كان به صمم.
واليوم, حيث تسود غريزة القتل الإسرائيلي بمشاركة أميركية, بالخطط والبوارج, تتسع مساحة الكارثة, وتنتقل تفاصيلها المدمرة, لتحاك عبرها مشاهد المنطقة كما تريدها واشنطن, دون أن يكون ذلك مثيراً لقلق السيد بان كي مون حتى لو كان الأمر اجتثاثاً لشعب بأكمله..!